*** يا شامُ. ***
كلمات: مصطفى طاهر المعراوي
نَفْسِي فِدَاؤُكِ لا وَهْمًا، ولا كَذِبَا
ولا رِيَاءً، ولا هَزْلًا، ولا لِعِبَا
لكنَّهُ العِشقُ في عَيْنَيْكِ يَأسرُني
ويَغمُرُ القلبَ، فيَّاضًا ومُنسَكِبَا
عانيتُ، عانيتُ مِنْ وَجدي ومِنْ وَلَهِي
وكُنتُ في لُجَّةِ الأقدارِ مُغتَرِبَا
إنّي المُتيَّمُ، والأشواقُ تَسكُنُني
خالَطتُها بدمي، كحَّلتُها الهُدُبَا
سَكَبتُ حُبَّكِ في قلبي وأوردتي
مَزَجتِ عطركِ في جَنبَيَّ، فاضطَرَبَا
أنتِ الجَمالُ، وفيكِ الحُسنُ أجمعُهُ
أنتِ الضِّياءُ، ومِن خدَّيْكِ قد سُكِبَا
والنَّشرُ في ثغرِكِ الفتَّانِ مُنتَشٍ
والبدرُ مِن وجهكِ الوضّاءِ قد شَحُبَا
والقلبُ ينبضُ في عَيْنَيْكِ مُلهِمَتي
والياسَمينُ بعِطرِ الثَّغْرِ قد خَضُبَا
للهِ دَرُّكِ من عشقٍ يُخالِجُني
حتّى غدوتُ طَريحًا، هائمًا، وَصِبَا
بِحُرِّ قوافيَّ، علَى خَدَّيْكِ مُنهمرٌ
وعَبقَرُ الشِّعرِ مِن جَفنَيْكِ قد شَرِبَا
وأشرَقَ الصبحُ في عَيْنَيْكِ مُنبَهِرًا
وغَرَّدَ الطَّيرُ مِن سِحرِ اللِّمَى طَرَبَا
يا شامُ، أنتِ الهوى والرُّوحُ في خَلَدي
أنتِ الحياةُ، وقلبي فيكِ قد وَجَبَا
عَشِقتُ أرضَكِ، لا أرضَى بها بدَلًا
أسكنْتُكِ القلبَ، حتّى عانقَ الشُّهُبَا
يا شامُ، جئتُكِ ظمآنًا لقافيتي
وأَرشَفُ الشِّعرَ، كي أروِيَ بهِ السَّغَبَا
فالشِّعرُ تُزهِرُ في واديكِ أحرُفُهُ
والحرفُ يُولَدُ للفَيْحاءِ مُنتسبًا
فيكِ الشُّمُوخُ، وسِرُّ الحُسنِ مُؤتَلِقٌ
وجنّةُ اللهِ كمْ أعطى وكمْ وَهَبَا
كتبتُ اسمكِ في قلبي وفي هُدُبي
نقَشتُ رسمَكِ فوقَ الصَّخرِ فاعتَشَبَا
ماذا أُحدِّثُ عن قومي، وعن وطَني؟
قومٌ كِرامٌ، وأرضٌ قد غدتْ ذَهَبَا
سوريّةُ الفخرِ، والأمجادُ شاهدةٌ
في كلِّ رُكنٍ، عبيرُ العزِّ قد نَشَبَا
أجدادُنا الصَّيدُ قد شادَت سواعدُهم
لها المكارمَ، والأخلاقَ، والأدَبَا
هذي بلادي، فقل لي: مَن يُطاوِلُها
بالمجدِ، والفخرِ؟ فالتاريخُ قد كَتَبَا
كَلِمَات/ مُصْطَفَى طَاهِرَالمعرّاوي
تعليقات
إرسال تعليق