فَصَبرٌ جَميل
ضاقَ صَدري والعَينُ دَمعَها تَذرُفُ
أصبِرُ و أقولُ مَتى يا دَمعُ سَتَقِفُ
أتَصَنَّعُ البَسمَةَ وَ القَلبُ مَوجوعٌ
والجَفنُ سَدٌّ خَلفَهُ أحزانٌ تَعصِفُ
أصبَحتُ أخسَرُ بَسمَتي أُداريها
أعَضُّ شَفَتي أسكُتُ كَي لا أُكشَفُ
قالوا اصبِر مابَعدَ الصَّبرِ إلّا فَرَجٌ
مَلَّ الصَّبرُ صَبري وما عادَ يُصرَفُ
صِرتُ عُنوانَ كُلِّ ضائِقَةٍ وَ حُزنٍ
كيفَما نَظَرتُ أراهما رُؤيَةَ كَفُّ
تَعِبتُ سُكوتي و كِتمانُ رَغبَتي
ما عادَ يَنتابُني فَرَحٌ و لا تَرَفُ
تَراني أضَحَكُ و بِالدَّمعِ مُبتَسِمٌ
حَتّى بِتُّ بَقايا رَجُلٍ أو نِصفُ
أنظُرُ مَن حَولي يَضحَكُ بِصِدقٍ
وضِحكَتي حَرامٌ أسايِرُ وأُحرِفُ
أُكذِّبُ روحي بِضِحكَةٍ لالَونَ لها
وَحُزني يَرسِمُ نِهايَتي وَ يوصِفُ
كَثُرَت جُروحي وَ دروبي صَعبَةٌ
كَشَجَرَةٍ أوراقُها راحَت تَقصِفُ
إن مَرَرتُ بِشارِعِ الأحزانِ صُدفَةً
ألقى حُلمي تائِهَ الخُطواتِ مُخَرِّفُ
أبحَثُ بَينَ أشلاءِ الزَّمانِ عَن نَبضٍ
ذِكرى تُسرَقُ أمامَ عَيني وتُجحَفُ
صَفَحاتُ قَلبي طَواها النِّسيانُ
تَنبُعُ مِن بِئرِ الحِرمانِ وَ تُجرَفُ
و أعلَمُ أنّي مِنَ اللهِ مُمتَحَنٌ
فَرِحتُ أم حَزِنتُ بَينَ يَدَيهِ سَأَقِفُ
لا تكُ مِن مَصائِبِ الدَّهرِ مُنقَبِضاً
ولا تَنزَعِج إن ضاقَ بكَ أمرٌ مُحَرَّفُ
وعِش بَسيطاً في كُلِّ الأمورِ وقُل
يا فارِجَ الهَمِّ فَرِّج هَمّي يُصرَفُ
و اصبِر لِحُكمِ رَبِّكَ صابِر ولا تَسأم
حَرِّرِ الهُمومَ مِن نَفسِكَ وَ الخَوفُ
و إن زادَت جُروحُكَ و الأحزانُ
أُدعُ الَّلهَ طائِعاً عَلَّ كَربَكَ يَصرِفُ
و اذكُرهُ تَضَرُّعاً في السِّرِّ وَ العَلَنِ
يُنجيكَ لَظاهُ و تَبيَضُّ الصُّحُفُ
وارفَع كُفوفَ يَديكَ و ارتَجِ الحَقَّ
فلا بُدَّ بَعدَ الضّيقِ فَرَجاً يَنصِفُ
زكريّا الحمّود
تعليقات
إرسال تعليق