طَعامُ القَومِ
ويَأتي الصُّبحُ مِنْ ديجورِ لَيْلٍ
تُعانِقُهُ مَشَقّاتُ النَّهارِ
لِيُخبِرَنا بِأنَّ النُّورَ يَأتي
إذا عُدْنا لِتَصحيحِ المَسارِ
نُوَحِّدُ فيهِ رَبَّ المُلْكِ نَمضي
إلى العَلْياءِ صَفًّا كالسَّواري
يّسانِدُ بَعضُنا بَعضًا كَأنّا
بروحٍ واحدٍ تسقي الصحاري
فَنُحييها بِروحِ العَزمِ فينا
لِيبدو المَرجُ يزهو بِاخضِرارِ
بِهِ الأزهارُ وَالأَنهارُ تَجري
فتُحيينا لنَعلو بِالشِّعارِ
بِوَحدَتِنا نَرى الأنوارَ تَسري
عَلى مَرِّ اللَّيالي وَالنَّهارِ
تُغَنّي في ضِفافِ النَّهرِ غِيدٌ
وَتَرشُدُنا إلى نَيلِ الفَخارِ
وَتُنشِدُ بِالأَماني شامِخاتٍ
إلى الأَفواجِ مِن نَسلِ الكِبارِ
أُباةُ الضَّيمِ مَن بِالخَيرِ جاؤوا
وَلَبَّوا مَن يُنادي: أَينَ جاري؟
يَقولُ الآنَ: يا أَبناءَ قَومي،
هَلُمّوا ساندوني في مَساري
دُعاةُ الكُفرِ وَالإلحادِ جاروا
عَلى داري وَعاثوا في صِغاري
أبادونا وَما زالوا فَصِرنا
حُطامًا في مَتاهاتِ الدِّيارِ
وَقَد أَمسَت مَبانينا خَرابًا
وَأَطفالُ الحِجارةِ في البَراري
طَعامُ القَومِ ريحٌ مِن هَباءٍ
وَماءُ القَومِ مِن باقِي الغُبارِ
وَأنتِ أُمَّتي، يا وَيلَ أُمّي،
بِكُمْ قَد صِرتُ مَهزومًا وَعاري
تُعينونَ الغَريبَ عَلَيَّ حَتّى
رَأيتُ الوَيلَ مِنكُمْ في المَرارِ
لِماذا لا أَنالُ الحَقَّ؟ قُولوا
وَأَرضي تَشتَكي من جرم ساري؟
بِأيدي الغاصِبينَ تَنوحُ دَهرًا
وَأَنتُمْ تنظرون إلى انكسارِي
وَلَكِنّي بِعَونِ اللهِ ماضٍ
إلى العَلْياءِ فَخرًا بِانتصاري
شاعرة الوجدان العربي
ا.د.آمنة ناجي الموشكي
اليمن ١. ٦. ٢٠٢٥م
تعليقات
إرسال تعليق