.. ليـسَ يَـسْـلُـو ..
الشاعر حسن علي المرعي
عَـلَّـتِ الأيّـامُ أو كـادَتْ تَـعُـلُّ
صـادِقَ الرُّؤيا قَليـلًا ما يَـهُـلُّ
كُلَّـما يَنـفـكُّ زِرُّ الثـَوبِ لَـيـلًا
يَرفعُ الفسـتانَ والدنـيا تـطُـلُّ
فَـيُخـلِّيْ مِنْ وراءِ البابِ بابًا
لا هُـمـا خَـلّا ولا عَنْـهُ تَخلُّـوا
ما أقـلَّـتْ مِـثْلَـهُ الخضراءُ ساقًا
دُونَما الخلخالِ أوجاعِي يَخُـلُّ
لم يَكُنْ ذنبيْ وما طَيَّرتُ شَيْئًا
وحدَهُمْ مابينَ خَوخِ الصَّدرِغَـلُّوا
واشـتَكانِيْ بُلبُـلٌ ما عادَ يَشْـدُو
غَيرَ فوقِ التَّلِّ والجُّلْنارَ يَعلُـو
والشَّحاريرُ الَّتي عاثَتْ بَصدري
فَـرشُـوا مابينَ نَهدَيْـها وصَـلُّوا
واستَغَلُّواهَجْعةَ المرصوعِ ياقُوتًاـ
ـــ ونادوا بَعضَهُمْ بَعضًا ودَلُّوا
فَـمُـقِـلٍّ أحمـرِ المِنـقـارِ يـرجُـو
مَـنْ يُـعـافِـيـهِ بِـكـأسٍ أو يَـبُـلُّ
ومُعـِلٍّ غَيـرَ مِنْ بَحـرَةِ أطيارٍ ــ
ـــ بِقـلـبيْ دُونَ لَحـنٍ لا يَعُـلُّ
صـافِـنٌ مِنْ فـوقِ نَـوَّارةِ نَـهـدٍ
سـائـلٌ ما كانَ مِـنْهـا يَسْـتَجِـلُّ
غـارِقٌ بالفِكْرِ عَنْ خَمْرِ اليتامى
أَمِـنَ النُّـورِ؟ وبـدري مُـسْـتَـحِـلُّ
أمْ مِنَ الشَّمسِ الَّتي كانَتْ تُحـيِّيْ
وجْنَـةً سـكْرى وهـدبـاءً تَشُـلُّ ؟
فَنَـما الجُّـورِيُّ فيـها والخُـزامى
ومـسـاءً يُـشـرِكُ الـنَّهـدَيـنِ فُـلُّ
فَـتُـمـارِيـهِ بـإيـماءاتِ سَـكْـرى
نِـصـفُهـا دَلٌّ ونِـصـفٌ مُسـتَغِـلُّ
فَـيَغُـزُّ النَّـقـرَ بِالـمِـنـقـارِ حـتَّـى
تَرتَـوي مِنْ حَـرِّهِ أو تَستَهِـلُّ
لـم أجـدْ واللَّـهِ بـالـرُّمـانِ ذُلًّا
لا ولا عَيْنـايَ بالإطـراقِ ذَلُّـوا
وتَدلَّـلْـتُ إلى أنَّ شِفـاهَ الوردِ ـــ
ـــ بالنُّعـمى على النُّعـمى تَدَلُّـوا
فـتَكاسَلْتُ جَناحًا ظَلَّلَ الغُزْلانَ ـــ
ـــ في الوادي ورِيشـاتي تَـفَـلُّوا
وتَـنـاسَـيْـتُ ولـم أنـسَ جُـفـونًا
حَلَّلـوا بالهجْـرِ مِـنِّي ما أحَلُّـوا
فَـتَـقـاسَـمْنا بِـمـا عَـيْـنـاهُ تَـعـنِي
حِيـنَ تَسـتَدعِي عَذاباتِي وتَجْـلُو
أنْ أُوالِي كُلَّ ما في الكُحلِ رُؤيا
وإذا تَـسْـلَى فَقلـبي ليـسَ يَـسْلُـو
ربَّـما يأتـي على الـرُّؤيـا زمـانٌ أخطفُ الأشهى إلى الأحلى وأخلو
تعليقات
إرسال تعليق