ما قيمة من تدريس الأدب ؟

لعل الفكرة القائلة بأن الأدب هو مجرد ترف فكري لا يستجيب للحاجات والأولويات المباشرة للمجتمع هي من بين أكثر الأفكار السائدة التي تضعف من قيمة الأدب في الحقل التعليمي. تروج هذه الفكرة سؤالا مجتمعيا قد يطرح بشكليه الصريح أو الضمني من خلال إقامة معادلة غير متكافئة بين العلم وبين الأدب، تنتصر باستمرار لشقها الأول وتعتبر الثاني ثانويا لكن المعرفة الأدبية معرفة جمالية للعالم مقابل العلم الذي هو معرفة عقلية للعالم هذا يلح عدد من الباحثين على قيمة الأدب باعتباره شكلا من أشكال المعرفة شأنه في ذلك شأن العلم، فالأدب ليس فنا فارغ المحتوى وإنما بوابة ينفذ عبرها القارئ إلى عوالم الذات والآخر، فهو نقد للواقع  ونقد للحال.

وحري بالقول أن الأدب هو حياة قائمة تنمي مهارات القارئ اللغوية والمعرفية فيبعث روحا تغوص في تاريخ اللغة والأدب فتسير أغوار الأدباء وتستكثرون أخبارهم وتعيش معهم مناظرتهم وجلساتهم ,

ولكي تكسب ملكة الأدب وتنميتها فلابد أن تقرأ الكتب التي تصقل هذه الملكة وطالب العلم يحتاج الى البوح ، فلابد من كنب الأدب تسعفه ، ويبرح بها عن ما بنفسه قال في هذا السياق ابن عبد البر رحمه الله في مقدمة كتابه " بهجة المجالس وأنس المجالس"وقد جمعت في كتابي هذا من الأمثال السائرة ، والأبيات النادرة والحكم البالغة ، والحكايات الممتعة في فنون كثيرة وأنواع جمة ،من معاني الزمن والدنيا ، ما انتهى اليه حفظي ورعايتي وضمته وروايتي وعنايتي ليكون لمن حفظه ورعاه وأتقنه وأحصاه زينا في مجالسه وأنسا لمجالسه وشحذا لذهنه وهاجسه .

عبد المجيد الحسوني


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة