لقاءُ المرايا
د٠حسن أحمد الفلاح
أرى وجهَ الصّباحِ سلاماً
ونورُ البلادِ يعانقُ وجهي
المحنّى بشهدِ النّدى
يلاقيني يومي ليرسمَ
شكلَ المدارْ
ونمسي سويّاً
نخضّلُ شَعْرَ البلادِ
ونحيا سويّاً نخضّبُ
جفنَ النّهارْ
هناكَ هناك على جفنِ
حيفا سأبقى وحيداً
أنادي شقيقي ليرسمَ
شكلَ الدّيارْ
وتحكي الحدودُ انتصاري
المحنّى بزيتِ البحارْ
وتدمي الحروبُ فضائي
المحنّى بخمرِ الهواء البعيدِ
لأحيا على سورِ عكّا بيومٍ
يكلّسُ جسمَ المحارْ
وأحيا على نورٍ يباغتُ
نوراً تدلّى كشَعْرِ النّجومِ
رويداً يخمّشُ عسرَ المرايا
بسهمٍ ونارْ
ونلقي الضبابَ على شَعرِ
يافا بنجمٍ يعلّقّ اسماً رميداً
لغزّةَ فينا
وغزّةُ حزنُ العذارى
وحزنُ المرايا دماءُ الصّغارْ
هنا فوقَ أرضي سلامٌ
يحنّي ربوعَ الصّحاري
بموتِ الكبارْ
رمادُ المنافي يخضّلُ جرحي
ورملُ البحارِ يلملمُ جرحي
بملحِ القفارْ
ويافا تكلّمُ حزني
وحزني خميرُ المنافي
وخبزُ الحصارْ
وأمشي بليلٍ دهيمٍ
أغسّلُ وجهي بزيتٍ خريصٍ
لأحيي حنيني على سورِ قدسي
بسيفٍ مريدٍ
وسهمٍ طريدٍ
وشوقٍ حريدٍ
وحبٍّ فريدٍ
ونصرٍ جديدٍ
ولحنُ انتصاري
يمدُّ اغترابي بحبلٍ مُدارْ
ويغدو سلامي هنا بينَ
وادٍ يجرُّ انتمائي لبحرٍ
يكنّسُ وجهَ الجدارْ
وأغزلُ موجاً لفجري المحنّى
بخيطٍ جليلٍ يخامرُ عشقي
وينزو بعيداً برمحِ المنافي
وسيفِ المنايا يغالبُ جمرَ النّدى
وعشقي سلامٌ
ووقتُ انتصاري هناكَ
لجسرٍ يميدُ على جفنِ
أرضي ونعبرُ وجهَ
الخيارِ المحنّى بسهمٍ
يهنِّدُ وجهَ الرّحيلِ الأخيرْ
وظلُّ البلادِ سماءٌ ونورْ
نميرُ الحصارِ خريطةُ عشقي
ولونُ المدارِ انتصارٌ لفجري
وفجري يهنّدُ وجهَ العصورْ
قيامي قعودٌ
يشدُّ جناحَ النّسورْ
عميقٌ كلامي وزهرٌ للوزِ
يحني خصابَ الدّهورْ
يغازلُ نجمَ المدارِ ويروي
لمجدي سلامَ الجذورْ
خميرةُ عشقي شآمٌ تفيضُ
عليها رياحُ العبورْ
وأحمي دمشقَ بنهرٍ ونورْ
لأمشي قليلاً إلى غوطتينا
وأغسلَ وجهي بماءٍ طهورْ
دمشقُ انتصاري
وعشقي وداري
ونارٌ تلملمُ فيضَ المرايا
وتحكي لأمّي سلامَ الصّقورْ
د٠حسن أحمد الفلاح
تعليقات
إرسال تعليق