وطني اليوم..

بقلمي /رفا الأشعل 

كخيالاتٍ على الدّربِ نسيرْ

نرقبُ الآفاقَ في ليلِ الدّهور

ورياحٌ عاتياتٌ مزّقتنا

فوق أشواكٍ مشينَا في الوعورْ

إنّها الأيّام تقسو  .. تتجنّى

ترسلُ الأحزانَ كالسّحبِ تمورْ

وطني اليومَ أراهُ يتشظّى

بين أهوال حروبٍ وشرورْ

غزّة حاقتْ بها كلّ المآسي

شعبها اليوم ينادي .. يستجير

كم صغيرٍ يشتكي يتْمًا وقهرا 

ما لهُ ردءٌ على صرف الدّهور 

باكيًا ..يسألُ عن أمٍّ توارتْ 

تحتَ قصفٍ هادمٍ مشفىً ودورْ

أظلمتْ في عينهِ الدّنيا ومادتْ

وبهِ أجنحةُ البينِ .. تطيرْ

تتأذّى في فلسطينَ نساءٌ

تائهاتٌ فوقَ رمضاء تفورْ

أمّهاتٌ  فاقدات فلذاتٍ

باحثاتٌ بين أكوام الصّخور 

كمْ بكينَ الفقدَ يومًا بعد يومٍ

ولقدْ ضاقتْ بما فيها الصّدور

أمّةَ العربِ أفيقي من سباتٍ

كيف ترضى أمّتي هذا المصيرْ

وفؤادي روّعته حسراتٌ

وهمومٌ فيه تأبى أن تغور 

وأرى حولي حسودا وحقودًا

ونفوسًا أضمرتْ كلّ الشّرورْ 

وأراني مثل فلكٍ في محيطٍ

موجهُ يطغى حواليّ يثورْ

أصبح  العيش شقاء في زمانِ 

كم رمانا في متاهات وجورْ

ووجودِي.. مظلمًا أمسى حزينًا

غاب عن أيّامه طعم السّرور 

أينَ في الخلقِ وفاء وبهاء 

هل ترى قدْ مات في النّاس الضّميرْ

سئمت نفسي حياة مثل وهمٍ

بعدهُ موتٌ .. فبعثٌ .. فنشورْ

أرقبُ الأفقَ بليلٍ قدْ تمادى

فمتى يشرقُ صبحٌ وينيرْ


                   رفا رفيقة الأشعل 

                      على الرّمل

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة