صاروخ قنابلُ الدمار
بقلم: د. أحمد فتح الله رواندزي
صاروخ مرّ فوق سمائنا كأنه نيزكٌ من جهنم
لم يحمل رسالةَ حب
ولا بطاقةَ سلام
بل كان توقيعًا أعمى
من بشرٍ ماتت فيهم الإنسانية
قنابلُ الدمار
لا تسقط على الجدران فقط
بل تسقط في الأرحام
في مهدِ الأطفال
في ذاكرةٍ كانت تحلمُ بالغد
وتستيقظُ على صراخٍ لا يُنسى
ما ذنبُ المدينةِ إن كانت جميلة
ما جريمتُها إن عشقت الغيم
وزرعت حدائقها بالياسمين
أيّ عقلٍ هذا الذي يقصف العصافير
ويحاصرُ الشجرةَ بالنار
قنابلُ الدمارِ لا تنتهي عند الانفجار
بل تبدأ بعدها
في الأرواحِ المهدّمة
في البيوتِ التي تنام على الفراغ
في الكتبِ التي احترقت قبل أن تُقرأ
وفي العيونِ التي لا تعرف سوى الدخان
صاروخ واحد فقط
كفيل بأن يختصرَ ألفَ عامٍ من الحضارة
أن يمحو شارعًا كان ينبضُ بالضحك،
أن يقتلَ قصيدةً كانت تُكتب في العاشقين.
لكننا نحمل في أرواحنا بذورًا لا تموت
نكتب وسط الحطام
نغنّي في جنائز الورد
لأن الحب هو سلاحنا الأخير
تعليقات
إرسال تعليق