غَـزَّةُ الخـيْر
بقلم حسن علي مرعي
مِنْ شـرقِ غَـزّةَ قُربَ الخافـقِ القَلِـقِ
أسـتطـلِعُ الجـرحَ مفتوحًا على الأُفُـقِ
كـأنَّ ضِـفَّـتَـهُ الـيُمْـنى عـلـى رَفَـحٍ
من بحرِ غـزّةَ واليُـسرى عـلى عُنُقـي
تـقـدّسَ الجـرحُ لا قُـربـى تُـقـطِّـبُـهُ
لَكَـمْ تحمَّـلَ مِـنْ مَـنـظـومةِ الحَمَـقِ
تـقـدّسَ الجـرحُ مِـنْ وحـيٍ يُـعـلَّمَـنا
سِـرَّ العـلاقـةِ بـيـنَ الصـبْـرِ والأَلـقِ
يـجـري الفراتُ بـهِ دمْـعًا على رَحِمٍ
مِنْ كـربلاءَ إلى الأشلاءِ في الطُّرقِ
لا وقـتَ للجُـرحِ مـمهـورٌ بساعـتِـهِ فـكـلُّ ثـانـيـةٍ مَـدمِـيَّـةُ الـرَّمَـقِ
ولا حُـدودَ لـهُ شَــرقِـيَّ دمـعَـتِـنـا
حُـدودُ دمعتِـنـا شـرقًا إلى الغَسَـقِ
كـأنَّ خـارطةَ الأحـزانِ ما نـقَـلَــتْ
عنْ العروبَةِ غيـرَ الدمعِ في الحَدَقِ
فلا يُـهـدِّدُ بـحـرُ الحـبِّ أشــرعَـةً
سـوى سـفـيـنَـتِـنـا بالـريـحِ والغـرَقِ
ياغـزّةَ الخيـر بعـضَ الصَّـبْرِ سيِّـدَتي وتخـرجُ الآيـةُ الكُبـرى منَ الشَّـفَـقِ
منَ الجِّـراحِ التّي لو كَلَّـمَـتْ بَشَـرًا لسـالَ مـنها عِـتابُ الله في نـسَـقِ
يا أُخـتَ قـانا وحـبْـلُ اللهِ بَـيْـنَـكُـما
ميثـاقُ مَنْ قـدَّموا الأرواحَ بالومَقِ
لو حكَّمَ الغـدرُ سيـفَ الظُّلمِ في عُنُقٍ وأحكمَ العُهْـرُ غَلْـقَ البابِ والنَّـفـقِ
وأنَّ بابَ الرَّزايا السُّـودِ مُـنْـفَـتِـحٌ
عـلى صُـراخٍ منَ الأطـفالِ مُحتـرِقِ
فإنَّ بُـشرى منَ التـاريخِ مُـسرجَةٌ
بكلِّ ما حَـمَـلَ الأذانُ مِنْ خُـلُـقِ
مِنَ البدايـةِ في طهـرانَ وانـطـلـقَـتْ إلى وما شاءَ نصـرُ اللّهِ في العُـمُـقِ
ومِـنْ دماءِ سُـليمـاني وما جَـمـدَتْ
على الزِّنادِ وكمْ أصـلى! وكم نَزِقِ!
وكم أذاق العِـدى والقـبـرُ مُـنـفَـتِـحٌ
على المـنايا وحُـلْـوَ العُـمْـرِ لم يَـذُقِ
يُـنمى إلى لُغـةِ القرآنِ واجتـمَعَـتْ
فـيهِ السرايا منَ التـطهيرِ والفـلَـقِ
وقـفْـتِ غـزّةُ والجُلَّـى لِمَنْ وقَـفوا
في وجهِ أعـتى عـدوٍّ بالسلامِ شَـقي
فكُلُّ ما أسـطروا منْ جـيـشِهِـمْ بِـدَعٌ
يُـكبِّـرُ الوهـمُ فـيـهـا صـورَةَ الوشَـقِ
نُـمورُهُـمْ في صحيحِ الغـيْبِ منْ ورقٍ
وصورةُ النمْـرِ طِبْقَ الهِـرِّ في الورقِ
فـإنْ تـنـاسـاكِ مَنْ لا نَـخـوةٌ بِـهـمُ
فلـيسَ ينساكِ عِـرقٌ في القلوبِ نَقِـي
وسـوفَ تخـرُجُ من أكمامِ زهـرتِها
روحٌ على فُـلَّـةٍ والوعـدُ في الحَبـقِ
وردٌ على كَـفِّـهـا شـاءَتْ وشـاءَ لـها
فـتْـحًا تجـلَّـى وللأعرابِ لـم يرُقِ
وغـوطـةٌ من عِـنـاقِ الـشّامِ عـابـِقَةٌ
فـي كـلِّ بـاسِـمـةِ عـنْ قـاسِـمٍ لَـبِـقِ
عـيْـنـا عـلـيٍّ ولا أدري بغـيـرِهِـمـا
نَـصْـرًا على طـبَـقٍ يسعـى إلى طَـبَـقِ
لـعـيْـنِـكِ الكأسُ بـلْ ليلى وما سَكَبَت مِمَّـا تـعـتَّـقَ في الأذكـارِ منْ عَـبَـقِ
إذا أفـقْـتُ لـهـا لـيـلًا تُـراودُنـي
عنْ سَكْـرةٍ في صباحِ النصرِ لم تفِـقِ
وإنْ أرِقْـتُ فـلـيـلى مِـثْـلُ أُمَّـتِـنـا
أنـا وأنـتِ ولم تـأرَقْ على أرقـي
ما كُـنْـتُ ذا ثِـقـةٍ إلّا بِـمَـنْ ورِثـوا عنْ قاسِـمٍ كأسَـكِ الأوفى ولا تَـثِـقـي
تعليقات
إرسال تعليق