شعر: علي محمود الشافعي
لا الشامُ شامي ولا بغدادُ بغدادي
ولا الجزيرةُ عادت أرضَ أجدادي
ولا الكنانةُ رُدّت مثلمــا عُهِـدتْ
عونا لِظهْري وعندَ الجدّ رَفّـادي
لا الشرق ظلّ يسمّيني قضيَّته
والغرب سلّم أوراقي لجلّادي
أنا الغريبُ الذي تاهت مراكبـه
بين الشواطئ عار جائـعٌ صادِ
تلاقفتْه أعاصيرٌ مزمْجـرة
وفي المرافئ يلقى ألفَ صيّادِ
كيف السبيلُ ولا ميناءَ يقْبلُني
سيْفي تنمَّر واستقوى بأجيادي
وعاونته أيادٍ طاش مُصْدِرُهـا
فاعملوا القتل في أهلي وأولادي
الجرح ينزف والأغلال تعصرني
وبنو العروبة من ناد إلى ناد
الجرح ينزف والأمعاءُ خاوةٌ
من ينزع الجوع من أمعاء أولادي
واحرَّ قلباه من قومٍ قد انشغلوا
بالكفّ والدفّ والمزمّار والحادي
******
يا عُرْبُ أين جنود الله؟ أين هُمُ؟
ألم يزلْ توقُهم للضّامِر العادي
ناديت أين صلاح الدين ينقذني
من ناب ذئب خسيسِ الطبعِ فسّادِ
سودان ماذا جرى؟ كانت تساندنا
أضحَت تُقاذفُها ثارات أحقاد
ما خطبُ تونسَ هل جفّـــــت منابعُها
وهل حمى دوْحُها عصفورَها الشادي
فلا السنابل تزهو في خمائِلها
ولا الجآذر بين السهل والوادي
قُلْ للجزائر هل فُكّت حرائرُها؟
عندي جميـلةُ قد غُلّت بأصفاد
يا أمة العرب يا من مات حاضرها
وصدّعتنا (بآبائي وأجدادي)
يا أمة العرب يامن ضلّ واردها
بين الأعاجم في ذلّ وإفساد
خان الرعاة فباعوني بخابِيَةٍ
وأسلموني لمأفون وأوغاد
لا سامح الله من خانوا ومن خذلوا
ومن تباكوا على جلْدي وإبعادي
الأرض أرضي وإن خانوا وإن غدروا
وسوف تبقى لأبنائي وأحفادي
تعليقات
إرسال تعليق