بقعُ الظّلامِ 

د٠حسن أحمد الفلاح 

بقعٌ منَ الموتِ الذي يحمي 

رمادَ الليلِ من غصنِ الجحيمْ  

وهنا يغازلُنا فُخَارٌ من لزابٍ 

يحتسي من تربةِ الصّلصالِ 

خمرَ الهجرةِ العمياءَ في ليلٍ 

يباغتُنا على خصبِ الثّرى 

والموتُ يُسرجُهُ النّدى 

من جرحِ أرضي في المنافي 

كلّما فاضَتْ فوانيسُ المقدّس 

من ترابي في سراجٍ أخضرٍ يحمي 

رياحينَ الدّجى 

وعلى سحابٍ يرتدي جمراً من 

البركانِ يغدوهُ فضاءٌ للمرايا 

من رخامٍ أو أديمْ 

لا شيءَ يحبسُهُ ظلامٌ فوقَ أسفارِ 

الوقيعةِ في المدى

وعلى سراجِ الغيبِ تأتينا أبابيلٌ 

من الفينيقِ تحكي قصّةً من حِجْرِ 

هارتَ الذي يأتي على جنحٍ تغسّلُهُ 

أعاصيرٌ يعانقُها صريرُ الغيبِ 

من صخبِ العواصفِ 

كلّما نزفَتْ شرايينُ النّدى 

بينَ المهاجرِ والمنافي والهمومْ 

هاروتُ يحكي للعواصمِ قصّةَ 

الشّيطانِ في السّحرِ الذي يحكي 

إلى الأقمارِ أسراراً كتومْ 

يحكي ويمزجُ جرحَهُ موتٌ 

قريبٌ أو بعيدٌ في الورى 

في ظلِّ جمرٍ للخفايا والخصومْ 

وهناكَ ليلٌ آخرٌ في بحرِ غزّةَ 

يرتدي ثوباً هلاميّاً سقيمْ 

تأتي إليهِ عقاصَةُ الشّيطانِ 

من هوجِ الرّدى 

في غفلةٍ تحكي إلى الأقدارِ 

أسرارَ الأعاصيرِ التي تزجي 

سحاباً في مدادِ الفجرِ من صرٍّ 

تعانقُهُ الحجارةُ في رياحٍ 

من سمومْ  

أوَكلّما نزَفَتْ خيامُ البؤسِ 

من جرحٍ تناءَا الظّلُّ فيهِ على 

ضبابٍ من سديمْ

قالَتْ لنا العنقاءُ : هل باتتْ 

نواميسُ اللظى بقعاً تغسّلها 

عناقيدٌ منَ الطّوفانِ يعصرُها 

لعاب التّوتِ من عرقِ النّسيمْ ؟

وأنا أرى الفخّارَ جسماً 

يحتمي في بقعةِ التّوتِ المحنّى 

من لعابِ البحرِ في دمعٍ 

نسائيٍّ قديمْ 

وهنا بنادِقُنا يغسّلُها صمودُ 

الأمّهاتِ على سفوحِ النّورِ في 

أرضٍ لغزّةَ من ظلالِ الفجرِ في 

شفقٍ عروبيٍّ حميمْ 

في لهفةِ الأنوارِ نحيا كلّما 

حملَتْ لنا الأمُّ التي تأتي إلى 

بقعٍ يغسّلُها دمي في ثورةِ 

الأقصى على مددٍ جنوبيٍّ 

يحاكي الضّفّةَ الخضراءَ في 

نصبٍ لخيمتنا التي تحكي إلى 

وشمٍ يمسّدُهُ دمي من صورةِ 

القهرِ المكلّسِ بالخطى 

بينَ الموانيءِ والشّواطيءِ 

في سماءٍ ترتدي درعَ الحصانةِ 

في ثرى الأقمارِ من رمدِ 

الحجارةِ والنّجومْ 

والفجرُ مكتظٌ بأنيابِ 

الثّعالبِ والرّدى 

في خيمةٍ أزليّةٍ تروي إلى قمرِ

الغيابِ السّرمديُّ قصيدةً 

تحكي إلى الفوضى تجاعيدَ الثّرى 

في ثورةِ الملحِ النّديّ على شموسٍ 

تغسلُ الكونَ المحنّى 

من دموعِ الأمّهاتِ على رخامِ 

الموتِ من جبلِ المحاملِ 

في صدى الليلِ الرّماديِّ الدّهيمْ 

وهنا يشدُّ الليلُ من نورٍ عراقيّ هنا  

في ثورةٍ تأتي منَ الفراتِ 

في أرضٍ لبابلَ

من ربا بغدادَ في ظلٍّ رخيمْ 

تحكي لنا في الشّامِ أسماً للخلودِ 

على جناحٍ من روابي النّورِ 

من عبقٍ دمشقيٍّ حميمْ 

تحكي لنا اسمَ انتصارٍ للحرائرِ 

في الدّجى 

وفخارُ أهلِ الشّامِ يرويها القسيمْ 

يحكي لنا يا شامُ أنتِ الحرّةُ الأولى هنا 

وعلى سفوحِ المجدِ ينتحرُ الذّميمْ 

وهناكَ في مصرَ التي تروي 

إلى فجري لقاءً يحتمي في ظلّنا 

الأبديّ من رمدٍ خرافيٍّ عقيمْ 

قتلوا عناقي ها هنا 

يا مصرُ أينَ سيوفكِ ورماحكِ 

وعلى جذوعِ النّورِ نحكي للصّدى 

قصصاً تقمّصها أزيزُ الوقتِ 

من عسفِ المنايا في مدادٍ 

أو حجومْ 

يا مصرُ هل تأتي إلى أنفاسِنا 

سحبُ انتصاري في روابي 

النّورِ مع كفنِ الزّلازلِ والهزيمْ

فجري أنا والنّازعاتُ على ثرى 

الأوطانِ من ليلٍ يوازي النّورَ 

في عصفٍ دمشقيٍّ صريمْ 

هذي دمشقُ الآنَ تحيا في دمي 

والنّاشطاتُ على صواري العشقِ 

تسحبُها رياحينُ النّدى 

من شهوةِ الأقمارِ في رمدِ 

المواجعِ من رذاذٍ يعشقُ 

الأمطارَ من غمرِ يحنّي الفجرِ 

من عرقِ الزّوابعِ والغيومْ 

وهنا على قمرٍ لغزّةَ نشتهي 

حممَ القنابل في سدادِ الفجرِ 

من عصمِ النّوازعِ والرّواسي 

والكرومْ 

وهنا على شطءٍ لغزّةَ نرتدي 

ثوبَ المواجعِ في عراكِ الفجرِ 

من صخبِ النّوارسِ 

في غيومِ الوقتِ 

من غضبِ العواصفِ في 

رياحٍ من سدومْ 

وهنا تقمّصني الشّهيدُ على 

على سرابٍ لن يدومْ 

خفرُ المعابرِ والحواجزِ يقنصُ 

الأطفالَ في أرضي هنا 

والطّائراتُ على ترابِ الأرضِ 

تقذفُ ريحَها في لونِها النّازيّ 

أوردةٌ منَ الفاشستِ 

تزجيها العواصفُ في تهاويلٍ 

يكلّسُها صديدُ الوقتِ من حممِ 

المجازرِ 

والإبادةِ والرّدى 

في سرّها الهمجيِّ

من صخبِ المواجعِ في لهيبِ 

الأرضِ من قصفِ الزلازلِ ها هنا 

وعلى ضلوعِ الأرضِ من 

هوجِ اللظى 

هولّ القيامةِ ها هنا 

وعلى جناحِ المجدِ

يحرسُنا المدى 

وهنا على أرضي يوارينا الثّرى 

كي نحملَ الأكفانَ للمجدِ الذي 

يحمي ثيابِ الصّبرِ من 

سغبٍ الحميمْ 

د٠حسن أحمد الفلاح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة