خواطر طبية
من ذكرياتي : د/علوي القاضي.
... لاأنسى تلك النوبتجية في المستشفى ، فقد كانت خفيفة الظل يملؤها المزاح والضحك ، وكانت مختلفة تماما ، وعلى النقيض من سابقتها ، وكأن الله سبحانه أراد أن يسري عني
... عادة قبل إجراء أي جراحة للمريض لابد من تقييم حالة (القلب) لتحديد إن كان التخدير سيكون كلي أو نصفي
... مريض في الثمانين تم تجهيزه ، لعمل جراحه لإستخراج حصوة بالحالب واستدعوني ، لتقييم حالة القلب ذهبت له غرفته ، لأقيم حالته الصحية قبل التخدير والعملية وكان الحوار التالي :
★ السلام عليكم إزيك ياحاج أنا (الدكتور علوي) دكتور القلب جاي أطمن عليك ياحاج
** ٱها إنت بتاع القلب ؟!
★ أيوا ياحاج أنا بتاع القلب ، قول لي بقى إنت بتتعالج من حاجة في القلب أو من الضغط أو السكر
** إنت مش بتقول إنك دكتور يبقى الأصول تعرف لوحدك والتحاليل عندك !
★ صحيح ياحاج ، بس المثل بيقول (صدق العليل ولا تصدق التحاليل) ، لابد تساعدني وتعرفني عشان مصلحتك
** لا أنا مش قايل أيتها حاجة غير للبيه الدكتور الجراح
★ ماعلينا ، طيب علي ما يجي البيه الدكتور الجراح ، إكشف صدرك ، وهات دراعك لما أقيس لك الضغط
** تقيس لي الضغط ليه ! ، إنت وظيفتك تكشف على قلبي بس ، إنما الضغط ده تبع البيه الدكتور الجراح
★ يا حاج هو أنا هقرالك الكف ؟! ، دا لمصلحتك إنت
... المهم وصل البيه الدكتور الجراح ، وأقنعه إني أكشف عليه ، وإتخدر نصفي ، وبدأت الجراحة ، وكانت حصوة كبيرة وصعبة ، وأنا كالعاده بكون موجود في غرفة العمليات قاعد لأي ظروف طارئة
... وكعادة الجراحين أثناء إجراء العمليات شخصيتهم بتختلف تماما عن الأوقات العادية ، لمحاولة التغلب على التوتر ، فإما إن الجراح يغني ، أو يهزر مع الموجودين ، وأحيانا الجراح يزعق للمساعدين ، وقد كان :
* ركز يا بني ٱدم
* إفتح المياه يا إبني
* ناولني الدعامة يا بييييه
* شد الواير يا أستاذ
ــ ساعتها المريض بص ليا كده وهو مضايق وقال :
** ما تقوم يا جدع إنت ساعدهم ، وشد معاهم ، والا أعمل حاجة ، بدل ما أنت قاعد كده ، ملكش لازمة وامتلأت غرفة العمليات بالقهقهه والضحك ، وانتهت الجراحة
... تحياتى ...
تعليقات
إرسال تعليق