سورِيٌّ أنا
سورِيٌّ أنا وَدَمي سورِيٌّ وابنُ أبي
سَجِّل يا تاريخُ فَذاكَ هُوَ نَسَبي
الأرضُ أرضي و العَرَبُ أجدادي
سلاحُنا الصَّبرُ عِندَ طَيِّ النُّوَبِ
العَزيمَةُ و الإصرارُ دَندَنُنا
نَقبِضُ الحُسامَ و نارُهُ مُلتَهِبِ
العِزَّةُ في الحَياةِ رأسُ مالِنا
ما عَرَفَت نُفوسُنا ذُلّاً و لا مَهرَبِ
إذا ماحَمِيَ حِمى الوَطيسُ يَوماً
نعَشَقُ صَليلَ السُّيوفِ وَالصَّخَبِ
قَومٌ إذا ما اشتَدَّ المُصابُ حَولَنا
نَشَدُّ حَولَ رُؤوسِنا لفائِفَ عُصُبِ
وإن استُلَّت سُيوفُنا مِن غُمُودِها
نَقطَعُ بِها غُيومَ السَّماءِ والسُّحُبِ
و حينَ تَرتَدي صُدورُنا دُروعُها
أسودٌ لا تَهابُ ضِباعاً في الغُلُبِ
هَجَرنا الذُّلَّ وإن بِقُصورٍ مُشَيَّدَةٍ
طَلَبنا العِزَّةَ ولو في بُيوتٍ خُرَبِ
نخالِف هَوى النَّفسِ إن سَوَّلَت
ما يسَوءُ الخُلُقَ أو أمرٍ مُعابِ
ما كُنّا في الوَغى يوماً ضِعافاً
و ما عُرِفَ لَنا لِواءً غَيرَ مُهابِ
حُروبُ الدُّنيا صَولاتٌ وجَولاتٌ
لا نَهابُ فيها هَولاً و لا صِعابِ
بُحورُ العِلمِ لا يَنضَبُ مَعينُها
يَعَيبُ عاقِلُنا رَداً بِغيرِ صَوابِ
قومٌ إن سُئِلنا عَمّا نَجَهَلُ عِلماً
لا نُسارِعُ في رَدٍ أو في جَوابِ
خَيرُ مَعادِنِ النّاسِ في يُسرِهِم
و تَرى في عُسرِنا لَمعَةَ الذَّهَبِ
زكريا الحمّود
تعليقات
إرسال تعليق