*أَلَا أَنْجَلِي*
يَا أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ، أَلَا........ أَنْجَلِي،
فَالْفَجْرُ فِي قَيْدِ الظُّلُمَاتِ مُكَبَّلُ!
الطُّهْرُ فِي شَرَكِ الأَنْجَاسِ يَصْطَلِي،
وَالطِّفْلُ فِي مَرْمَى النِّيرَانِ مُدْبِرٌ وَمُقْبِلُ!
يَا أَيُّهَا الْمُتَشَدِّقُونَ، كَفَى نَعَرَاتِ الأَهْزَلِ،
ضَاعَتْ بِلَادِي بَيْنَ مُصَفِّقٍ وَبَيْنَ مُحَلِّلِ!
لَا أَدْرِي كَيْفَ تَنَامُ عُيُونٌ، كَيْفَ تَعْتَلِي،
ضَحِكَاتٌ صَاخِبَةٌ عَلَى وُجُوهٍ مُدَلَّلِ!
كَيْفَ يَسْتَطْعِمُ الْمَرْءُ طَعَامَ الْحَنْظَلِ؟!
كَيْفَ يَأْمَنُ رَبٌّ عَلَى أَطْفَالِهِ الْعُزَّلِ؟!
لَا خَيْرَ فِي رُكَّعٍ سُجَّدٍ، مَاطَالَ لَيْلٌ،
وَلَمْ يَبْرُقْ سَيْفٌ فِي يَدِ مُكَبِّرٍ وَمُهَلِّلِ!
إِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى الأَرْضِ قِيَامَةٌ بَاسِلْ،
فَلَنْ يَكُونَ لِلدِّينِ فِي الأَرْضِ رَايَةٌ وَمَحْفَلِ!
إِنَّ الْجِيَادَ لَمْ يَعُدْ صَوْتُ صَهِيلِهَا مُجَلْجِلْ،
رَاحَتْ لِلْأَعْرَاسِ، تَرْقُصُ رَقْصَ مَهَازِلِ!
الجُنْدُ فَرَّ مِنَ الْمَعَارِكِ، فِرَارَ دَاءٍ قَاتِلْ،
أَضْحَتِ الْكِنَانَةُ خَاوِيَةً، وَالسِّهَامُ ...مُهْمَلِ!
الْحَقُّ أَصْبَحَ أُضْحُوكَةً، وَالسَّلَامُ مُعَطَّلْ،
فَأَيُّ نَصْرٍ، وَأَنْتُمْ بَيْنَ مُهَرِّجٍ وَمُجَنَّدِلِ؟!
يَا أُمَّتِي، سَقَطَ الْقِنَاعُ عَلَى مَنْ تُعَوِّلِي،
تَكَشَّفَتْ خَيْبَةُ الآمَالِ فِي الصُّفُوفِ الأُوَّلِ!
إِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى الأَرْضِ بُرْكَانٌ مُزَلْزِلْ،
فَأَيُّ نَصْرٍ، وَأَيُّ مَدَدٍ مِنْ مَلِيكٍ مُقْبِلْ؟!
وَأَيُّ وَجْهٍ لِلصَّبَاحِ بَعْدَ لَيْلٍ أَلْيَلِ،
يَمْضِي وَبَيْنَ نَكَبَاتِهِ هَمٌّ.... مُثْقَلِ!
يَا أَيُّهَا الْوَجَعُ الْمُسَافِرُ فِي. الْمُقَلِ،
يَا أَيُّهَا النَّابِضُ فِي كُلِّ الْبِقَاعِ وَتَنْتَقِلِ!
أَنْتَ فِي وَرِيدِ الضَّمِيرِ، ضُرِبَ بِكَ الْمَثَلُ،
الْخَوْفُ فِي مَرَابِعِنَا يَدُورُ بِكَأْسِهِ وَيَحْتَفِلُ!
الخِزْيُ فِي مَرَابِعِنَا حَلَّ ضَيْفًا لَهُ وَجَلُ،
أَمَا آنَ يَا أُمَّةَ الإِسْلَامِ، لِلْجُرْحِ أَنْ يَنْدَمِلُ؟!
أَمَا آنَ يَا أُمَّةَ الإِسْلَامِ، أَنْ تَرْجُمِي "هُبَلَ"؟!
نَحْنُ عَلَى خَارِطَةٍ كُلُّ مَا فِيهَا مُشْتَعِلُ!
نَحْنُ عَلَى خَارِطَةٍ تُدَارُ بِـ"سَوْفَ" وَيُحْتَمَلُ،
لَنْ يَخْرُجَ مِنَ الأَجْدَاثِ "عُمَرٌ"... أَمَا عَادَ لَنَا أَمَلُ؟!
الشَّاعِرُ: حَمْدِي رَبِيع مُحَمَّد إِسْمَاعِيل
تعليقات
إرسال تعليق