قصة قصيرة 

أين روحي 

بقلم شريف شحاته مصر 

جلس الطبيب النفسي حامد مرتجي في عيادته نهاية اليوم في إنتظار نجمة الجيل الشهيرة المطربة سهام فوزي والتي حجزت للكشف بالعيادة دخلت النجمة إلي الحجرة وجلست متأنقة جميلة جذابة ولكن بدا عليها الشحوب وعلامات الأرق بعد الترحيب بدأت تسرد له حالتها قائلة أشعر بضيق شديد وأرق وكلما تقدم بي العمر تزيد الحالة وأنت تعرف أن علاقاتي كلها تحكمها المصالح حتي زواجي من مدير أعمالي تحكمه المصالح والآن أنعم بالشهرة والمجد والثراء وغدا ستنحسر الأضواء وأعيش مهملة كل من حولي أشبه بفراشات تحوم حول الأضواء وحين تختفي الأضواء سيختفون  وسأختفي أنا أيضا ثم بدأت تجهش بالبكاء قلت لها هوني عليك حالتك تسمي بالخواء الروحي أنت يا سيدتي تنعمين بكل ما تشتهي نفسك من مال ومجد وشهرة وجمال وتخشين زوال نعمتك وببساطة أنت تقدمين كل الغذاء للمادة من نفس وقلب وبدن وعقل ولكن روحك جائعة لم تقدمي لها غذائها المنشود وهي التي تضغط عليك وتمرضك وأنصحك بالتقرب إلي الله والعبادة والرياضة الروحية والبدنية وبعض المشاريع الخاصة حتي إن إعتزلت تجدي ما تشغلي وقتك ونفسك به وأرجو أن تمنعي المهدئات والأدوية المنومة هدأت قليلا ثم ردت سأحاول ولكن داخلي كنت أشعر أنها لن تستطيع. 

بعد فترة نسيت اللقاء مع زحام العمل حتي فوجئت بخبر في صدر الصحف إنقاذ النجمة الشهيرة بعد محاولة الإنتحار وبالطبع لم يفاجئني الخبر فقد أدركت أن الوقت قد فات لكي تنقذ روحها. 

حياة المادة والشهرة والأضواء دون الروح أقرب إلي حياة الملذات وسط الجحيم من العسير أن تنعم بها حتي النهاية دون أن تحترق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة