اغتراب
د٠حسن أحمد الفلاح
دفنوا أخاديدَ النّوى
تحت السّرادقِ
والرّواسي
بينَ أجفانِ الترابْ
وعلى سرابِ الموتِ
من هولِ الرّدى
يحكي لنا الفجرُ المحنّى
من دمي
في جمرةٍ أزليّةٍ
تروي إلى رمدِ الحجارةِ
شعرَنا الأبديّ في سفرِ
المكائدِ مع هزيجٍ
واكتئابْ
وأنا هنا
في غربتي الأولى هنا
لن أرتدي ثوباً هلاميّاً
على خفرِ الفواجعِ ها هنا
وهنا سأحيا في خفايا الصّمتِ
مع قمرٍ
وشمسٍ
تحتسي من زيتِ عكّا
خثرةً أبديّةً تحيي
اغترابي في السّرابْ
والفجرُ يحبسُهُ الضّبابْ
وهنا على رمدِ الضّحى
أحيا هنا
وفضاؤنا المدميّ
في هولِ الوقيعةِ يحتمي
في خندقِ الأحرارِ
من مكرِ الذّئابْ
أحيا هنا في غفلةِ التّاريخِ
مع واحِ اللظى
والنّورُ يحرسني هنا
وأرى اغترابي والفواجعَ
كلّما ماجتْ على أحلامِنا
من بحرِ إيجا شهوةُ الموتِ
المحنّى بالسّحابْ
وهنا يغسّلني الدّجى
وهويّةُ الغرباء تحكي للمدى
شوقاً جديداً واغترابْ
وأنا أضاجعُ مع شراعِ الوقتِ
أنسجةَ النّدى
والذّكرياتُ على مدانا
ترتدي درعاً يؤلفُ بيننا
من نورِنا الأزلي
والرّمل المحنّى باللعابْ
وأرى مخاضَ الموجِ يحبسُهُ
رضيعُ اللاجئينَ عنِ التّرابْ
تركونا في هولِ الرّحيلِ
على شراعٍ من بحارٍ تنتمي
للهجرةِ الأولى هنا
وهنا تحاكينا القصائدُ
في لقاءٍ واغترابْ
في الذّكرياتِ على ربوعِ
الأرضِ يجرفُنا النّوى
وعناقُ أمّي في فضاءِ
الغربةِ الأولى
يحنّيها الغيابْ
وهنا تحاكينا المدائنُ
في روابي الأرضِ من جسدٍ
يحنّى من جذورِ النّخلِ
أروقةِ اليبابْ
وعلى ترابِ الأرضِ
في بلدي أقولُ الآنَ
للقمرِ المحنّى من دماءِ
النّورِ في أرضٍ لغزّةَ ها هنا
وجذورُنا في الغربةِ الأولى
تحاكي الفجرَ من جوفِ
الحقيقةِ في مدارِ الكونِ
من غبشِ السّرابْ
لا بابَ يحكي للمنافي قصّتي
وأنا هنا فوقَ الثّرى
أحكي القصائدَ في مدارِ
الكونِ كي أحيا هنا
مع ثورةِ الحقِّ المقدّسِ
في سرابِ النّورِ من هولِ
القيامةِ واليبابْ
وهنا يحلُّ على سحابٍ
من بلادي كلّما
جفّتْ أساريرُ النّوائبِ والخصابْ
عشقي هنا
يحكي إلى أحلامِنا
سرّاً دمشقيّاً
يعانقُهُ اللظى في واحةِ
الأقدارِ من نعقِ الغرابْ
وهنا تغذّينا الحجارةَ في
أمادي الليلِ من سحرٍ
تغذّيهِ النّوارسُ
من سحابِ الفجرِ في ليلِ
الخريفِ على ترابِ الأرضِ
من هولِ الحجارةِ
في مدادِ الكونِ من وهجِ
الرّزايا في سرابٍ أو سحابْ
د٠حسن أحمد الفلاح
تعليقات
إرسال تعليق