قمرُ العواصمِ
قمرُ العواصمِ
د٠حسن أحمد الفلاح
وهنا وقَفْنا على جناحِ النّورِ
نحتبسُ النّدى
كي نحملَ الأمطارَ للفجرِ
المحنّى من لعابِ الشّمسِ
في زمنٍ يهزُّ الفجرَ من قمرِ
العواصمِ في ثراءٍ أو جنونْ
ووقفْنا فوقَ شراعِنا
في البحرِ في زمنِ الرّدى
والهجرةُ الحمقاءُ تعزفُ
من أفانينِ المنافي قسوةً
تحكي إلى جرحِ العذارى
لحنَها من خثرةِ الأحقادِ
والزّيفِ الهجينْ
وأنا وقَفْتُ على حدودِ
الشّاطيءِ الغربيّ
أنتظرُ المدى
لأرى شقيقي كلّما
لاحَتْ لنا سفنُ
الرّحيلِ إلى الحنينْ
والبعدُ يضنيني هنا
في المنفى كي يحكي
من الأشعارِ أوجاعَ الأنينْ
وهناكَ في المنفى البعيدِ
أخضّلُ الشّوقَ المحنّى
من ضبابٍ يغرسُ الأنوارَ
في لحمِ الصّدى
لأمدَّ للجسرِ انتمائي كلّما
جنَّ الظّلامُ على سحابٍ
يرتدي ثوباً منَ الأمطارِ
تزجيها أعاصيرُ اليقينْ
وهنا على شطءِ المنافي
أحتسي خبزاً منَ الآلامِ
تحملُهُ العواصفُ والسّفينْ
جرحُ المنافي يغتذي
من فرحتي حزناً عميقاً
في مرايا الظّلِّ
من حينٍ لحينْ
وهنا جذورُ الأرضِ
في حيفا تغنّي في فضاءٍ
يحتمي خلفَ المنايا
والسّنينْ
وأرى خيوطَ النّورِ تأتي
مع رذاذٍ من ضبابٍ
تحتمي فيهِ النّوارسُ
في رحيلٍ للمدى
كي ترمدَ الأنسامُ
من دمعِ الغيابِ على
ضلوعِ الفجرِ
من عرقِ الجبينْ
وأنا سأروي للمنافي سرّنا
في المهجرِ المكتومِ
من صخبِ الذّوائبِ
والتّرائبِ
والمقابرِ
والمجازرِ
في المنافي على ثرى
الأوطانِ في زغبٍ
يشيبُ على سراجِ النّورِ
من شغفِ الأماني فوقَ
أشعارٍ تبلسمُ صورةَ الأقمارِ
على جذوعٍ من ترابِ
الأرضِ في صلدٍ ولينْ
وأنا على أفقٍ يفرّقنا هنا
بينَ البحارِ على رواسي
الأرضِ في المنفى المحنّى
من لبى الأقدارِ في لحنٍ
يشدُّ الفجرَ من سفرِ
المرايا والجفونْ
لاشيءَ يحبسني هنا فأنا
على طرفِ المخيّم أنتمي
كي أنشدَ الأسوارَ مع سحبِ
الحصارِ على سماءٍ تحتمي
من خثرةِ الأمطارِ في جفنِ
المدائنِ والنّدى
وعلى ضفافِ النّهرِ تغذيني
ينابعٌ منَ الأحجارِ يغزلُها دمي
من شعرةٍ سمراءَ
يحرسُها الصّدى
وأنا أسجّلُ فوقَ أرضي
ها هنا من شعلةِ الأحرارِ
اسماً للمرايا في عرينِ الفجرِ
كي تحيا جنينْ
تعليقات
إرسال تعليق