قصة قصيرة
عتاب الأحبة
بقلم شريف شحاته مصر
كعادتي اليومية قبل العمل اليومي ذهبت إلي المقهي المطل علي البحر لكي احتسى فنجان قهوتي فهو الصديق الذي يمنحني التركيز والتنبيه والنشاط وفي هذا الصباح شعرت ببعض الضيق والضجر والملل أحضر النادل فنجان القهوة ومنذ الرشفة الأولي شعرت بالخمول والوهن وبعض الذهول الغير معتاد خاصة مع صديقي فنجان القهوة ورغم أن المقهي كان يعج بالرواد إلا أنني بدأت أحدق فيه واهمس له همسات الأحبة قائلاً
لست كعادتك اليوم فجلوسي معك صباحا يمنحني الحيوية والتركيز والنشاط ما الأمر مذاقك اليوم سيئا للغاية
بدا حزينا كئيبا وأجابني بلا مبالاة دائما تريد مني وتقذفني في فمك وتسرح في أفكارك وذكرياتك ثم تنتهي مني وتنصرف غير آبه بي أين أين أنا
تعجبت من إجابته وصدمني رده العجيب وقلت له لهذا أدفع ثمنك ومن حقي نيل ما أحب وماذا افعل لك
قال لي اريد بعض الإحترام بعض التقدير لا تتناولني وأنت في حالة سيئة تخلص من حالتك ثم تناولني
ما بالك هل جننت هل علي ألا أقترب منك ولا أتناولك إلا في حالة جيدة
قال لي نعم أنا استحق بعض الإحترام أنا لست وعاءا تفرغ فيه ألامك وضيقك وضجرك وإلا سيصبح مزاجي سيئا لك دائما لماذا لا تنظر لي لماذا لا تسمعني لماذا لا تفهمني
زادت حيرتي ثم ذهبت إلي العمل وفي صباح الغد نسيت ما كان وذهبت في نفس الحالة لكي أتناول فنجان قهوتي الصباحي فكان المذاق سيئا ولكنه زجرني قائلا هذا ما ستجده مني كما قلت لك فأنا أيضا لي حقوقي في هذه الصداقة قلت في نفسي حتي أنت يا بروتس وتنبهت فجأة علي رواد المقهي وهم يحدقون في ويهمسون إلي بعضهم وإلي نفسهم لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يلطف بيه وآخر يقول ربنا العالم بحاله وآخر يهمس ربنا يشفيه وفتاة تحدق في مع دمعة تسيل على خدها وكأنها تقول لنفسها حاله من حالي فما كان مني إلا وقمت بتقبيل صديقي فنجان القهوة معتذرا باسما وأسرعت بالإنصراف
حين تميل بنا الحياة يرفق بنا الجماد ويحنو علينا الحيوان أكثر من البشر أحيانا الإنسان أخطر كائن علي وجه الأرض
تعليقات
إرسال تعليق