خارطةُ البؤسِ
د٠حسن أحمد الفلاح
أحمي على جسرِ الأماني
في المدى
جمراً يخضّبُ وجهَنا المدميِّ
من صفقٍ لفرعِ الموتِ في صلفٍ
يقدّدُ من جثامينِ الضّحايا
في جداءِ الخوفِ جسماً خائراً
عندَ المقاصلِ يحتسي من لحمنا
قطعَ المنايا في الدّجى
وأرى على زنزانةٍ حجريّةٍ
شُهُباً منَ الأقمارِ يحجبها الصّدى
في غرفةِ التّوقيفِ من رمقِ
الظّلامِ على صفيحٍ يرتدي الجلّادُ
درعاً من سفودِ الموتِ
والسّوطُ الذي يمسي قريباً
من جراحي عندَ جمرِ الموتِ
كي يحيي سرابَ العابثينَ
على جدارٍ قرمزيٍّ يشتهي
قتلَ الضّحيّةِ في الظّلامْ
في غرفةٍ سرّيّةٍ تحيي
منَ البؤسِ ظلاماً في الرّدى
من غرفةِ القهرِ التي
تحيي عناقيداً منَ الأهوالِ
في حُزَمِ التّجافي
من قبورٍ أو ركامْ
وأنا هنا أحكي إلى الأنوارِ
سرَّ رسالتي في شهوةِ
السّجّانِ من شغفِ الحقيقةِ
في هديلٍ أو هزامْ
يحكي الحمامُ رسالةً للفجرِ
من حفرِ المقابرِ في عناقٍ
للثّرى من كوّةِ السّجنِ
البعيدِ عنِ الأكامْ
يحكي الحمامُ رسالةً أخرى
هنا في الفجرِ مع رمدِ الشّموسِ
على خصابِ الوقتِ
كي يحمي رداءَ النّورِ من
هوجِ الوحوشِ على جدارٍ
في العراءِ ها هنا
تحتَ المدائنِ في الورى
وأرى على جمرٍ لأقبيةِ
المنايا من تناهيدِ المقابرِ
في سهولٍ أو إدامْ
دَمُنا يسجّلُ بصمةَ الموتِ
الذي يحكي إلى السّجانِ
أسرارَ الكلامْ
وهنا على شفقِ لجدرانِ الكآبةِ
يحملُ الجلّادُ سوطاً من سفودٍ
الموتِ يحبسُهُ اليمامْ
وأرى هنا عشقي لأرضِ الشّامِ
تحملُهُ النّوارسُ في ربيعٍ
خالدٍ مع ثورةِ الأحرارِ
في زمنِ التّحدّي والخصامْ
وهنا تعانقُنا شآمُ العزِّ
في هولِ المصائبِ في اللظى
كي تفتحَ الأنوارُ في وجهِ
الحقيقةِ أفرعاً للموتِ
في أرضٍ تعانقُها الرّوابي
ها هنا
أو إنّنا نحكي هنا
في البحرِ أو في النّهرِ
أو في البّرّ أو في الجمرِ
أو في القهرِ
أسرارَ المقابرِ ها هنا
كي نكسرَ القيدَ المهجّنَ
بالحديدِ على سراجِ الفجرِ
من خفرِ الزّجامْ
وينادي من فجري ضريحُ
الخالدينَ على سجونِ القهرِ
من عركِ الختامْ
قتلوا شقيقي مع رفيقي
والعذارى في زنازينِ الرّدى
قتلوا زغائبَ عشقِنا
وهنا ينادي الطّفلُ في زنزانةِ
السّفّاحِ من وحلٍ هنا
بينَ المقابرِ في أخاديدِ
الجريمةِ والورى
وهنا نُزيلُ الظّلِّ عن شغفِ
النّدى ليرى هنا الأحرارُ
أوشحةَ الرّدى في حجرةٍ
للعابثينَ على روابي
النّورِ من عجفِ اللئامْ
وهنا أرى فجراً تهنّدُهُ
المقابرُ ها هنا
والأرضُ تحكي قصّةَ الأحرارِ
كي تروي قصيدَ النّورِ
من فتحِ المقابرِ بينِ ليلٍ
أو ظلامْ
ولتفتحِ الأبوابُ من
عهرِ الزّنازينِ التي
تحمي عروشَ الحاقدينَ
على شعوبٍ لم تنامْ
يا غامضاً في نشوةِ التّاريخِ
اسمكَ أحمدٌ لن ترتدي وجعَ
العناكبِ في الوغى
وهنا تعانقُ عشقَنا الأبديّ
كي تروي الجريمةَ للمجالسِ
في محافلهم هنا
في سرِّنا يحيا الرّدى
في كذبةِ الموتِ الغريبِ
عنِ الحقيقةِ والسّلامْ
د٠حسن أحمد الفلاح
تعليقات
إرسال تعليق