ذرا الحرمون
ذرا الحرمون
بقلم احمد حسن الفلاح
هذي دمشقُ عرينُ الشّوقِ
في قلبي هنا
والغارُ فيها سلامُ اللهِ
في وطني
وأنا هنا أحكي إلى الأحرارِ
اسمَ الخالدينَ على جراحٍ
من سفينٍ ترتدي
درعاً دمشقيّاً هنا
بينَ النّوازلِ والأديمْ
هذي دمشقُ الآنَ في
حضنِ العروبةِ ها هنا
تحكي إلى الأقمارِ
أنسامَ المدى
وهنا دمشقُ الآنَ تحمي
ثوبَها الأبديّ
من عرقِ الجحيمْ
وأرى على شمسِ الضّحى
أسوارَ عشقي في رحيقِ
الفجرِ من لبنِ النّدى
والشّامُ في ياسمينها قمرٌ
يضيءُ الكونَ
من سحبِ النّسيمْ
وهنا على أسوارِها
تحمي صفاءَ النّورِ من
عقمِ السّديمْ
هذي دمشقُ الآنَ في نورِ
الدّجى
تحمي روابي العُرْبِ من
غسقِ الرّدى
وعلى روابِينا هنا تحيا
ذرا الحرمونِ كي تحمي
براكيناً من القلمون
تأتي للمرايا
من ربا قاسيونَ
كي تحكي إلى شفقٍ
منَ الياسمينِ يحميها الورى
وهنا على أفقِ المدائنِ
نحتسي من عشقنا
في الشّامِ خبزاً
من مدادِ الفجرِ
كي نمشي إلى وِردِ الصّباحِ
على نفانيفٍ منَ الأمطارِ
ينسجُها الهزيمْ
وهنا تعانقني دمشقُ
على نواعيرٍ لنهرٍ يرتدي
شفقَ الغروبِ إلى بلادٍ
تمزجُ الأشواقَ والأحزانَ
من دمنا هنا
كي نحملَ الأفراحَ من
نصرٍ لنصرٍ من بلادي
إلى بلادِ الرّافدينِ على
جناحٍ من أبابيلِ القيامةِ
والحسومْ
ودمشقُ تحيا
بينَ غصنينِ هنا
كي ترتدي درعاً
منَ الزّيتونِ في شغفٍ
منَ الأنوارِ يحملُها صدى
العنقاء في فجرٍ دمشقيٍّ
هنا من شهقةِ البركانِ
في صخبِ تحنّيها مزونُ
الكونِ من شفةِ الغيومْ
وهنا عشقنا من ربا الشّامِ
التي تحكي إلى أنوارِنا
سرِّ الرّجولةِ والفضيلةِ في
سلامٍ يحتمي في رايةٍ
للشّامِ يحملُها اللظى
وهناكَ في البحرِ العروبيّ
الذي يمسي إلى دهرٍ
منَ الأكفانِ يحملُها
الخصومْ
ودمشقُ تحيا في أفانين
الخلودِ على سحابٍ من
صدى القدسِ التي تحكي
إلى أقمارِنا سرّاً جديداً
من روابي الضّفةِ الخضراءَ
في جفنِ الكرامةِ من رداءِ
الفجرِ في ليلٍ تغذّيهِ
عناقيدُ الكرومْ
وهنا دمشقُ الآنَ تحكي
للجهادِ قصيدةَ الشّهداء
في يومِ الملاحمِ والوغى
وعلى أنينِ الشّوقِ أهدي
من خيالي صورةً للعشقِ
في زمنٍ منَ الأصداءِ
تحبسُها قناديلٌ تحاكي
الفجرَ من زكمِ المنافي
والمهاجرِ والهمومْ
وأنا على عشقي أنادي
من ترابِ الأرضِ
أقمارَ النّجومْ
وأنا الحكايةُ
والرّوايةُ
والحقيقةُ
في قواميسِ المنافي
أرتدي درعاً منَ الأكفانِ
ينسجُها الظّلومْ
قتلوا صغاري في صواريخٍ
من الفسفورِ ترميها إلى
الأفياءِ أسرابٌ منَ الأهوالِ
في ركمِ الفواجعِ والرّدى
هذا نشيجي في المدى
والطّائراتُ على فضاءِ
العشقِ ترشقُنا هنا
في شهوةِ الموتِ المحنّى
من تجاعيدِ القنابلِ
في سحابٍ أو سمومْ
وهنا على شفةٍ منَ الأقدارِ
نحكي قصّةً للذّكرياتِ
على نواميسِ المدائنِ
في خريفٍ أصفرٍ يحيي
رياحَ الأرضِ من شفقِ
الظّلالةِ والسّديمِ
وألأرضُ في نجرانَ تحكي
قصّةَ البيسان والنّخلِ
المشفّى من عروقِ النّهرِ
في وشمٍ قديمْ
وأنا أعانقُ في فضاءِ
الأرضِ أنفاسَ المرايا
من جفونٍ تحتمي
خلفَ الخليجِ
على ساحبٍ من سدومْ
أرضي أنا
والفجرُ يعشقُنا هنا
من خصرِ عكّا في مدادِ
النّورِ من يافا إلى حيفا
يشدُّ الفجرَ من حبلِ الضّحى
أسفارَ قدسي من روابي
الشّامِ في الأرضِ التي
تحيا على أنفاسها سحبٌ
لأفريقيا التي تحيي الكنانةَ
من رداء العشقِ والنّورِ
المحنّى بالنّدى
وعلى شفاهِ الفجرِ يغمزُنا
رمادُ الأرضِ من شفقٍ
يمانيٍّ هنا بينَ الأوابدِ
والصّحاري والغيومْ
وهناكَ غزّةُ تحتمي في قلبِ
عشّاقِ الشّهادةِ من حرابِ
الغاصبين إلى بلادي في
عرينِ الخالدين على التّخومْ
فجري هنا والشّامُ اسمٌ خالدٌ
وأنا أحنّي النّورَ من دمِنا
الذي يغدو غسيلاً للمدائنِ
والوجومْ
وهنا انتصاري يرفعُ الرّاياتِ
خضراً في فضاءٍ للدّجى
فيهِ شقيقُ الأرضِ في حضنِ
الأمومةِ في حنانٍ من رؤومْ
فيهِ انتصارُ الشّامِ والقدسِ
التي تحيي ركامَ الأرضِ
من وهمٍ سقيمْ
وهنا دمشقُ الآنَ تحكي
قصةً للنّصرِ في جسرِ
التّلاقي والحجومْ
وتمدُّ من شفقِ المدى
في غوطتي الخضراءَ
راياتِ انتصاري في ركامٍ
للخصومْ
وهنا نهزُّ الكونَ كي نرمي
جدارَ الفصلِ في شُحَنِ
الصّمودِ على سماءٍ من ربانا
في صدى الأنوارِ والصّمتٍ
الكتومْ
والشّامُ في دمنا هنا
قدسي ونورُ الله يحميها
هنا والعادياتُ على جدارِ
الفصلِ يركمها صمودُ
الخافقينِ على سحابِ الفجرِ
من عصفِ الحجارةِ والرّجومْ
اللهُ في الشّامِ التي تحيا هنا
يمسي إلى فجرِ انتصاري
كي يحمّلَ من ربا الأنوارِ للحقِّ
المقدّسِ في عقودٍ من رحيمْ
والشّامُ شامُ اللهِ في روحٍ
تحنّي من دمشقَ الآنَ أرواحاً
تفيضُ على روابي النّورِ
من عشقٍ دمشقيٍّ هنا
يحمي لنا من رايةٍ خضراءَ
اسماً للعروبةِ في ثرى الأقمارِ
من وهجٍ زؤومْ
وهنا على أشواقِنا نورٌ دمشقيٌّ
يعانقُ قدسَنا في ليلةِ
الإسراء من رحمٍ الحقيقةِ
في الورى
نصرٌ هنا في أرضِنا
يمسي إلى أرضِ الشّآمِ على
سحابٍ يرتدي ثوباً لنورِ
اللهِ من نصرِ المدائنِ في الورى
نسجَتْ لنا الأقدارُ ثوباً آخراً
من رحمِ غزَّةَ في نداءِ النّورِ
من فجرِ الشّقائقِ والحرائرِ
في انتصارِ اللهِ للحقِّ العظيمْ
تعليقات
إرسال تعليق