حَديقةُ الشّعرِ

بقلم سلامة الملحم

حديقةُ الشِّعرِ من روحي أُناجيها

وَمِنْ سِوَيْدَاءِ قلبي الحُبَّ أهْديها

حَسْبي أُفجّرها ناراً ....وَأبْعَثُها 

لَحْناً وَفي لُجّةِ اﻷحزانِ أبْكيها

مَن لي يدَغدِغُ أوْتَاري إذا ذَهَبتْ

وَيُرسلُ النفسَ في أسمى مرَاسيها؟

مَنْ لي يسَامرُني وَاﻷرضُ موحشَةٌ

إنسانُها من مُريعِ القبحِ يُذكيها

من لي يُسَامرني من لي يُرافقني

من لي يُعانِقُني إﻻ قوافيها؟....

فَهْيَ الخليلُ الّذي يهوى معاشَرَتي

وهيَ الحَبيبةُ تحييني وأُحييها

ويشْهَدُ الشِعر أنّي عَاشِقٌ دَنِفٌ

وأنَّ قلبي معنّى في دراريها

جاءتْ تُدَاعبُ أفْكَاري  وَتُبْهِجُها

حتّى حَسبْتُ اﻷماني في معانيها

تزيلُ جرحي وَآهاتي وترشفني

كَأْساً تسلسلَ من أندى سواقيها

كَالفجر تبسمُ كالينبوع صافيةً

كَديمةٍ عندَمَا الشيطانُ يزْجيها

تَضاحكَتْ تُبدعُ اﻹلْهامَ من فَمها

ياحُسنها عندما طافَ الضُحَى فيها

وأشْرقَ الماسُ والياقوتُ واندلَقا

في كفِّ عَبْقرَ فانجَابَتْ لياليهَا

أحَالَها الجنُّ أطْيافاً مُشَعْشعَةً

برَائعِ النّسجِ فاحتارتْ دَواليها

أأُنضجُ الخمرَةَ العُظمى على يدهِ؟

يَهيمُ في عَالَمِ اﻵمالِ حَاسيهَا

أم أرتوي بشعاعٍ منْ مناهلِهِ؟

يعطي العَناقيدَ طيباً فوقَ مَافيها

وأرسلتْ نغَماتٍ من صوادحها

فَأصْبحتْ خَلَجاتُ الروحِ ترويهاً

وَأَلبَسَتْني حُلى أطْيارِها حُلﻻً

وَطرّزَتْها بِوَشْيٍ منْ حَوَاشيها

وَهَدهَدَ البُلبُلُ النشْوَانُ فانتعَشَتْ

شَبّابتي وَمَضتْ تَزْهو  أغانيها

فالنجمُ من طيبِ نجواها تراقصُهُ

والبدرُ يقبلُ صاحي اﻷُذنِ صَاديها

وأمْطَرتْني بأسرابٍ مُحَلّقَةٍ....

منَ الحسانِ التي ماجَ الهَوى فيها

مُغَمّساتٍ بنورِ الفجرِ   أجنحةً

حُبٌّ قوادمُها  شَوْقٌ  خَوَافيها

تجَمّعت حَول ألحاني عَلى قِمَمٍ

منَ اﻷزاهرِ عقيانٌ   أعاليها 

تَرنّمتْ صادحاتُ الصّوتِ واشتبكتْ

فَأبْدَعتْ رقصاتٍ هامَ   رائيها

 وألهَمتني قَريضَاً ﻻمثيلَ لهُ

ثرَّ المعَاني رَقيقَ الروحِ صَافيها

روائعاً منْ عُيونِ الشِّعرِ سافرَةً

تَشعُّ نوراً عَلى اﻷشعارِ تُهديها

فَكُلُّ بيتٍَ بدا سَهﻻً ورابيةً

وغابةً وخموراً جادَ سَاقيها

وكُلُّ حرفٍ بدا نهراً وأغنيةً

وغادةً وعطوراً في روابيها

وأقبلتْ رَبّةُ اﻷحﻻمِ سَاحرةً

تذرو المفاتنَ في الّدنيا فتسبيها

وَقَبَّلتني فياكرْمَ الغَرامِ أدرْ

كأساً من الحبِّ قد ذابَ الجَوى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة