قصة قصيرة قصاص القدر

شريف شحاته 

للقدر صفعات ولكمات أقرب إلي القصاص نطلق عليها أحيانا العدالة الإلهية. 

نشأت سميحة في بيئة شعبية ورفضت الزواج وعاشت وحيدة بعد فقدان الوالدين فهي الإبنة الوحيدة وإعتمدت علي أموال الإرث ومعاش الأب في حياتها وكانت تقسم حياتها بين الثرثرة والنميمة مع صديقتها مني وبين التلصص ومراقبة البيوت بالمنظار بعد منتصف الليل وعرفت كل كبيرة وصغيرة عن أسرار البيوت هذا الذي يشاهد أفلام إباحية بعد نوم زوجته وهذا العحوز الذي يغازل جارته الفتاة الصغيرة وسماح التي تسهر طوال الليل بالخارج وتعود مترنحة  حتي شاهدت يوما قبل الفجر رجلا قبيحا ضخما يخنق جارتها سماح الفتاة المستهترة وفي يده سكين حاد وسجلت الحادثة بالهاتف الخلوي بعد أن ذبح الفتاة في غرفتها وفي اليوم التالي حضر رجال المباحث لمعاينة الحادثة فقامت بنقل الفيديو إلي ضابط المباحث وأدلت بشهادتها وفي اليوم التالي دق جرس الباب فتحت ورأت رجلا ضخما قبيحا يشبه القاتل يستأذن للحديث معها دخل الرجل وتركت الباب مفتوحا وقال لها القتيلة كانت عشيقة رجل هام وهددته بالعلاقة فتخلصنا منها نرجو منك عدم الحديث في هذا الموضوع حرصا علي حياتك وإنصرف شعرت بالخوف والوجل وإتصلت بصديقتها والتي قالت لها أبلغي عنه ولكنها رفضت وقالت سيقتلوني لو فعلت وبعد يوم ذهبت إلي صديقتها في منزلها ثم عادت فوجدت رسالة علي المائدة بخط اليد قرأت فيها أنت طاهية ممتازة وشكرا علي الطعام الجميل فزعت ولطمت خدها وقررت العزال وباعت الشقة وقامت بشراء شقة أخري في حارة مغاوري في بيت قديم بالدور الثاني والذي يملكه الحاج غريب ثم بدأت تطمئن في الشقة الجديدة وبدأت تراقب البيوت بالمنظار بعد منتصف الليل حتي وجدت رسالة في هاتفها المحمول قرأت فيها عدت مرة أخري إلي العادة السيئة وانا أراك الآن ترتدين عباءة سوداء وكنت ترقصين منذ ساعة أمام المرآة صرخت مع نفسها إنهم يراقبون حياتي كلها كل دقيقة وأحضرت خبيرا لتفتيش الشقة ولم يجد أثرا لكاميرات وعدسات مراقبة ثم أخبرت صديقتها بما حدث وقرارها النهائي هو الرحيل عن المدينة والحياة في أسوان وبالفعل باعت الشقة وذهبت إلي أسوان وإمتلكت شقة صغيرة أمام النيل في بيت صغير لا يوجد به أحد سواها وصاحب البيت عم عثمان وهو يقطن في الدور الثاني فوقها فقط وطمأنها عم عثمان قائلا هنا الحياة هادئة ولا يوجد بالمنطقة سوي بعض البيوت القديمة والناس هنا افضل من المدينة وفي اليوم التالي ذهبت في رحلة نيلية فوق قارب كبير حول قبر أغاخان وجزيرة الزهور وفجأة وجدت الرجل القبيح أمامها يقول لها أسوان بلدة جميلة وهادئة أخفت وجهها أثر الصدمة وصرخت دعمي وشأني دعني وشأني أسرع ركاب القارب وصاحب القارب إليها وقال البحار ماذا بك ياهانم نظرت حولها ولم تجد الرجل قالت كان يجلس امامي رجل يضايقني تفاجأ الرجل وقال لها كنت بمفردك يا هانم ولم يكن هناك أي شخص أمامك وكذلك الركاب قالوا مثله كنت بمفردك وصرخت فجأة إنهارت سميحة وبعد الرحلة عادت إلي بيتها فوجدت عم عثمان يجلس أمام البيت يدخن الشيشة وهو يقول لها يبدو أنك لن تستريحي معنا هنا فقد إعتدت على حياة المدن نظرت إليه في وجوم ثم إبتسم وقال لها نعم أنا أعرف حياة المدن جيدا فقد عشت في القاهرة فترة في حارة مغاوري وكنت أقطن في بيت رجل طيب يدعي الحاج غريب صرخت بقوة لا لا لا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة