أعطني يدَك

دعد عبد الخالق 

أعطني يدَكَ، فليسَ في العُمرِ بقيَّةٌ.

دعنا نَحيَا حُبَّنا حتَّى النَّفَسِ الأخيرِ، دَعْ تلكَ البقيَّةَ تكونُ أجملَ السِّنينِ.

لِنَرْكُنْ كبرياءَنا جانبًا، لنُواجِهَ الحقيقةَ التي طالما أخفيناها عن بعضِنا.

أَعْتَرِفُ الآنَ بِشَوقي لكَ الذي لا يُقاسُ، وبحُبٍّ دفينٍ لم تستطعِ الأيَّامُ أنْ تُخفِتَهُ، وبأنَّكَ النَّبْضُ الوحيدُ الذي يُنعِشُ حياتي.

وتَعْتَرِفُ لي أنتَ بأنَّني الوحيدةُ التي استطاعتْ أنْ تفتحَ أبوابَ قلبِكَ، رغمَ مكابرتِكَ التي أخفتِ الحقيقةَ طويلًا في ظِلالِ عُمْرِكَ الحزينِ.

أعطني يدَكَ، فإنَّ الأيَّامَ تفرُّ من بينِ أصابعِنا كما تَهرُبُ الرِّمالُ من بينِ الكفَّينِ.

لنُمسِكَ ببعضِنا بِقوَّةٍ، لنُغلِقَ على الزَّمنِ كلَّ المَخَارِجِ، لنوقِفَ عَقَارِبَ السَّاعةِ إنِ استطعْنا.

دَعْنا نستردُّ ما ضاعَ مِنَّا، ما حرمتْنا منه مكابرتُنا، وما دفنَّاهُ من أحاسيسَ بريئةٍ تحتَ رُكامِ التَّجاهُلِ والخوفِ.

أعطني يدَكَ، لنركضَ معًا في دُروبِ الحياةِ التي تنتظرُنا.

لندَعْ دِفءَ مشاعرِنا يلفَحُ وجوهَنا، نروي ظَمَأَ أرواحِنا التَّوَّاقةَ إلى بيتٍ يحتضِنُها، بيتٍ نصنعُهُ نحنُ، حيثُ الحُبُّ هو الجُدرانُ والسَّقفُ، وحيثُ تنمو قلوبُنا معًا.

لا تتردَّدْ... أعطني يدَكَ، ففي العُمرِ بقيَّةٌ، لكنَّها ليست لي وحدي، بل لي ولكَ.

لنبدأْ من جديدٍ، ولنَصنعَ من تلكَ البقيَّةِ حياةً تستحقُّ أنْ تُحكَى.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة