أنفاسُ الثّرى
أنفاسُ الثّرى
د٠حسن أحمد الفلاح
وأنا تعبْتُ الآنَ من سرِّ
انتظارِي ها هنا
وهنا تجافيني المهاجرُ
خلفَ أشرعةِ البحارِ على
سحابِ الليلِ من غضبِ
القبورْ
أمشي هنا فوقَ الرّواسي
والرّوابي في الدّجى
وهنا يعاتبني أنيني كلّما
خفقَتْ قلوبُ الحائرينَ
على حواجزِ قتلهم
فأرى جنودُ الموتِ
يمشونَ إلى بوابةٍ تحكي
إلى جسرٍ تهجّيهِ حروفُ
الموتِ من موتٍ لأرملةٍ
وطفلٍ
عندَ أنفاسِ الصّدى
والهولُ يحثي من ترابِ
الأرضِ أنفاسَ الصّدورْ
وهنا عشقْتُ الموتَ
كي أسمو بعيداً مع رياحِ
الغربةِ الأولى هنا
وهنا أرى عشقي تكلّسُهُ
المنافي في الصّدى
والقلبُ يحمي في رداءِ
الكون أنفاسَ النّدى
وخلعْتُ نعلي عندَ جسرِ
العابرينَ إلى القصورْ
وأنا سأحيا في المدى
كي أرتدي ثوبَ الحياةِ
على فضاءِ يلثمُ الأنوارَ
في أرضي هنا
كي أرتدي شفقاً جديداً
في مدارٍ أخضرٍ
يحيي حدودَ الأرضِ
من عَسَفِ السّكارى
والحيارى في تعاطي
الموتِ من هولِ
الحواجز والمعابرِ كلّما
جنّتْ جذورُ الأرضِ
من سقمٍ تحنّيهِ كؤوسُ
الموتِ من عفنِ
الخبائثِ والخمورْ
وأنا انتظرْتُ على صفيحِ
الجسرِ أطفالي هنا
وخلعتُ وجهَ الليلِ عن
وطني المحنّى من دماءٍ
تسرجُ الأكوانَ
عن قلبي الجَسُورْ
ووقفْتُ عندَ جدارِهم
أحكي لفجري قصّةَ الشّهداء
والموت الجَسُورْ
وهناكَ عندَ الحاجزِ الغربيّ
يحترسُ الرّدى
ليمدَّ سيفَ القتلِ للفجرِ
المحنّى من دمي
وهنا يرافقني شقيقي
أو قريبي عندَ غيثٍ للمدى
وعلى جسورِ الأرضِ
يغزلُني غطاءُ العشقِ
من خيطٍ يحنّيهِ انتظاري
في تناهيدِ القلوبِ على
جداءٍ يحصرُ الأكوانَ
في ثوبٍ تزمّلُهُ الأماني
والدّثورْ
وَلَدِي أراهُ الآنَ في وطني هنا
لن يرتدي شفقاً منَ الخوفِ
المحمّى في خفايا النّصرِ
من صخبِ الفجورْ
وأنا تعبْتُ الآنَ من خفرِ
المنافي والمهاجرِ
عن بلادي عنوةً
كي أحتمي خلفَ البحارِ
على صفيحِ الموتِ من غسقِ
المعابرِ في نهيقِ الجندِ
مع صخبٍ يصدّعُ ليلنا في
شهوةٍ قمريّةٍ تحيي مدارَ
الفجرِ من ظلمِ المخافرِ
والحُجُورْ
ووقفْتُ يوماً عندَ أحزمةِ
الحواجزِ أحتمي
في لهفةِ الخوفِ المعمّدِ
من دروعِ الفجرِ في ليلِ
المهاجرِ كلّما جرّتْ إلى الآلامِ
أنفاسُ الأماني والعبورْ
وهنا ستبكيني المنافي
في روابي الفجرِ
كي تحكي إلى البحرِ كلامَ
الليلِ في همسٍ ونورْ
جسرُ انتصاري يحتمي
من غفلةٍ أزليّةٍ
تنمو عليها شفرَةُ الأحزانِ
في واحٍ تهزُّ الكونَ من صخبِ
المرايا في نزيفِ الأمنياتِ
على سواري الأرضِ
كي تحمي رواسي الأرضِ
من هزجِ القواصمِ والعواصفِ
في ثرى الأكوانِ من جمرِ
الحواجزِ والجسورْ
وأنا تعبْتُ على الحواجزِ
في انتظارِ الموتِ في غابِ
الوحوشِ على جدارِ القهرِ
من هولِ الخفايا والمكورْ
وَقَفَتْ هنا جندٌ منَ الطّاغوتِ
يحزمُها اللظى
من خوفِ شعبي ها هنا
في برهةٍ تحكي إلى الأنذالِ
أسرارَ الحكايةِ والجذورْ
وأتى إلى وطني هنا رتلٌ
منَ الأحرارِ يهزمُ سرّهم
في جذوةِ الأنصارِ من
ليلٍ ونورْ
وهنا يحلّقُ في مدانا ها هنا
سربٌ من الأحرارِ
تحميه النّوارسُ والصّقورْ
لا شيءَ أجملُ من ترابِ
الأرضِ في غمرِ الحجارة
في انتصارِ الفجرِ من لحمِ
المنافي والورى
وأنا هنا أحيا على صخبٍ
منَ الأصداءِ يحميها
انتصاري في رواسي
الأرضِ من جمرٍ لبركانٍ
تناثرَمن لهيبِ النّارِ
في سرٍّ تشظّيهِ القيامةُ
والزّلازلُ والعواصفُ
والحجارةُ والصّخورْ
تعليقات
إرسال تعليق