الم الواقع وامل الآتي 

بقلم الهادي خلفه

ضاق صدره وقد آلمه واقعه فصاح :إلى متى؛ و أنا أسير في طريقي هذا؟ إنه يمتدّ و يلتوي و َيتباعد؛ يلتهم خطايا الثقيلة؛ و يَضاعف من تعبي المضني؛ و يتقاعس في إسراع وتيرة زمني الترتيب.. أتابع سيري بلا هدف و أنا أجترّ ذكريات الطفولة البريئة السعيدة و أيام الدراسة الطويلة و عديد الشهائد المًعتبرة و آمال والديّ و ترقبهما بالشغل السريع لتحقيق أحلامهما و لتعويض نضحياتهما و شديد شقائهما.. ولكن ها أنا لقمة ليأس يقتلني ببطء و ألهث بحثا عن مستحيل؛ فلا شيء يربطني بأحلامي؛ و لا هدف يًُغريتي لأجري وراءه.. أحرقتني الشمس وقد سئمتُ مصاحبتها صباح مساء؛ و النجوم أقلقتها نظراتي الهائمة الحزينة.. و أحسست بأن هذا الطريق المعهود قد ملّني و يودّ التخلّص مني فقد أصبحت عليه عبئا ثقيلا؛ فأنا الهائم بلا هدف أو غاية؛ فالطريق جًُعل للأحياء و للعاملين و للمصلحين و للسعداء.. أما أنا؛ و قد أصابني ما أصابني من إهمال لمطالبي و تجاوز لحقي في العمل و  في الحياة الكريمة و تركي عمدا أو سهوا أعيش الإحباط و المعاناة و قد حًُرمتًُ راحة البال و خبّ الحياة.. ومع كلّ هذا و أكثر مازلت أتابع الخطى و أمنّي النفس و اًُصبّرها و والديّ بالفرج القريب و السعادة المنتظرة واليسر بعد العسر.. و ما ذلك على الله بعزيزا


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة