إستبداد المحمول
بقلم: عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي.
كم أنت مستبد أيها المحمول
تشد أنظار البشر إليك بدهول
كأنك فارس يمسك بقوة اللجام.
أنسيت الجميع الأداب و الأصول
كل واحد منا منفصل معزول
وجهه بشاشتك في حالة إنعدام.
يلغي الآخر يسبح في المجهول
قوقعة على الذات غياب و أفول
عن محيطه في حالة إنفصام.
كل حديث بيننا توارى و انفصل
أما حكي الأجداد فوافاه الأجل
والدفء الأسروي برودة رخام.
ماهذه القسوة وسعت بيننا الهوة
إبتلعتنا الأنانية جرتنا إليها بقوة
جاثمين بلا أي تواصل كالأصنام.
فرضت ذاتك علينا بكل إصرار
وفوق قلاع الأسر تراقب الإنهيار
تركتنا في مأدبة اللآم كالأيتام.
أنت سيف ذو حدين لا محالة
قربت البعيد باعدت بيننا بجهالة
كداء سوس يأكل قوائم أغنام.
نزعت الحياء و باركت كل رياء
ووسائل تواصلك أغدقت بسخاء
لتشجيع كل رذيلة بغي و إجرام.
فتحت الأبواب مشرعة للتفاهة
و أصبح جيل الحاضر في متاهة
إلتبست عنده الحقائق بالأوهام.
نحن جيل أكل الدهر عليه و شرب
يرى ماء الحياء من الوجوه نضب
إن شعر بالغربة فإنه حقٱ لا يلام.
معنا لحمة الأسرة كانت مقدسة
في حاضرنا تعيش أبشع إنتكاسة
بدعوى الإنفتاح والمضي للأمام .
ومع ذلك مع كل مستجد نتأقلم
بخيره نفرح و من شروره نتألم
بكل طواعية دون تردد أو إحجام.
نرفع القبعة ٱحترامٱ لكل مكتسب
ونحذر بشدة من كل من هب ودب
يريد وأد إنسانيتنا ونور الإسلام.
نصرخ بقوة لا لإستبداد المحمول
حفظ الكيان الإنساني هو المأمول
أسرتنا غصن زيتون وحمامة سلام
تعليقات
إرسال تعليق