البارحة واليوم
بَيْنَ الْبَارِحَةِ وَ الْيَوْم ،مَا الَّذِي تَغَيَّرَ ؟
بَيْنَ الْبَارِحَةِ وَ الْيَوْم
مَا الَّذِي تَغَيَّرَ ؟
اِذَا اصْطَفَّتِ الْكَوَاكِبُ
أَوْ حَظِي تَعَثُّرَ
أَ يَلِينُ لِي الزَّمَانُ بِطَرفِهِ ؟
وَ هُوَ الَّذِي لَطَالَمَا تَجبرَ
أُ يُرْضِينِي بِغَيْرِ عَيْنَيْكَ ؟
وَ يَأْسِرُ قَلْبًا فِي هَوَاكَ عُتِقَ وَ تَحَرّرَ !
مَا لِي وَ الْكَوَاكِبُ إذَا تَحَرَّكَتْ
أَوْ سَاحَتْ شَمْسٌ أَوْ قَمَرٌ لَهَا تَدَحَرَ
أ يَنْصَرِفْ عَنْكَ قَلْبِي ؟
وَ هُوَ يَدُقُّ أَوْ حَتَّى إذَا تَحَجَّرَ ...!
كُلُّ الدُّرُوبْ لَهَا نِهَايَاتٌ...
إِلَّا درْبِي فِي هَوَاكَ ؛كُلَّمَا انْتَهَى وَجَدْتُهُ تكَرّرَ
كَمْ مَرَّة حَاوَلْتُ أَنْ اقْتَلِعَ جُذُوعَ الشَّوْقِ
فَقَدْ أَنْبَتنِي فِيهِ الْأَلَمُ حَتَّى فِي دِمَائِي تَفَجَّرَ
كُمْ كَرَةٍ ، ظَنَنْتني أَفَرُّ غَاضِبَةً ، نَاقِمَةً...
وَ أَجِدُنِي كَالطَّيْرِ حُرِّيَّتَهُ قَدْ قَرَّرَ
ثُمَّ إذَا لَفَّهُ بَردُ الْحَنِينِ
وَ تَكَالَبَتْ عَلَيْهِ ذِكْرَاكَ ، سِجْنُهُ بَيْنَ يَدِيكَ آثَرَ
عَادَ إِلَى دِيَارِهِ وَ مَا بِعُمْرِهِ قَدْ فَارَقَهَا وَ لَوْ خَيَالًا
هَا هُنَا ضَحِكَ ، هُنَاك غَضِبَ ، ابْتَعَدَ ثُمَّ وَلَّى وَ وَكَّرَ
يُسَرُّ الْجَمِيعُ إذَا رَآنِي
وَ لَسْتُ أُسَرُّ إِلَّا حِينَ أَرَاك وَ إِنْ كُنْتَ لَا تَرَى
كَرَبَةِ الْبَيْتِ فِي عَمَلِهَا الدَّؤُوبِ...
أَجْمَعُ مَنْ زَادِ سُرُورِهِمْ، أَصْنَعُ عَجِينَةَ الْفَرَحِ حَتَّى إِذَا مَا تَخَمَّرَ
أَعْدَدْتهُ لِلُّقْيَاكَ ، لِجُوعِ لَيْلِكَ الَّذِي فِيهِ شَيْءٌ مِنْ شَذَاكَ
فَهَلْ كَفَاكَ يَا حَبِيبِي رِحْلٌ بِحُبّ رَؤُومٍ وَكَرَ
لَا مَا يَكْفِيك إِلَّا عَيْنيّ وَ قَلْبِي
وَ دُونَكَ الْأَفْلَاكُ سَرَابٌ أَمَامَ ظَمَأي وَ تَبَخَّرَ
و الْوِدُّ وِدِّي يَا حَبِيبِي...
أَنْ أَهِبكَ مِنْ كُلِّ جَمِيلٍ قَلَّ أَوْ كَثُرَ
هَرَوَّلَتْ إِلَيَّ سَوَاعِدُ تَبْتَغِي الْودَّ وَ مَشَتْ إِلَيَّ قُلُوبٌ مَا تَجَاوَزَتْ حَدًّا
إِلَّا عِشْقُكِ بَنَى عَرْشًا لَهُ فِي فُؤَادِي وَ أَسَّسَ وَ عَمَّرَ
كَيَّفَ بِهَا تُشَاكسني ضَرَبَاتُ الْحَيَاةِ
وَ مَطِيَّتي جُرْحٌ فِي عُمْقِ السُّوَيْدَاءِ مِقدّارُهُ سَبُرَ
لَا تُسْعِفُنِي آهٌ كَتَبْتُهَا عَنْهُ
لَا تَكُّفُ آلَامُهُ حَتَّى أَتَوَسَّدَ الثَّرَى
فَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ الظُّلْمِ
فَالظُّلْمُ الْوَحِيدُ بُعْدُكَ ، فَهَلْ يَا تُرَى...
سَتَسْجُدُ الرَّغْبَةُ لِقَدَرِهَا وَ لِلْقَضَاءِ
أَوْ يَنْتَصِرُ الْحُبُّ الَّذِي بِعُمْرِهِ مَا انْتَصَرَ ؟!
بَيْنَ الْبَارِحَةِ وَ الْيَوْم ،مَا الَّذِي تَغَيَّرَ ؟
ماريا غازي
الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق