من أي بطن

 من أي بطن

وعجبت عيني عيناها حتى بانت كالبحر تلمع

واستحل الشوق مداها حتى بانت المدامع

واه دجلة الغراء أين اللقاء

وأين تلك الليالي وأين يكمن البقاء

تسرب الشوق يحاكي خدي

اهكذا يكون الليل معتما والقلب يضجه الوداع

أين عراقي أصبح وقد سرقه القطاع

أين ستدفن رفاتي يوم لم أجد فيه تراب

رأيت في عينها حبا لم تلده غير السماء

وها انا اكتب شوقا ياحبيبتي بهذا الوفاء

أمسي مقتولا كل ليلة على تراب بعثره السراق

والأمر ماكنت أحسبه هكذا يمسي

لكنني رأيته يجوب في داخل الأعماق

ليتني التقي بها واحمل ترابي

كي يدفنه تراب

بكيت حين لم أجد اليوم باكيا

فرثيت حالي كيف ضاع الشباب

أين اصحابي وأين باقي أحبتي

هل أصبحوا اطلالا في طي الأطلال

وهل جف الحنين حين تهجرنا

واصحب الحب لم يجد له طلاب

رحلتي والشوق يعانقها بغياب اهلي

حين رحل أبي وأمي مع الغياب

رأيت رأس نخلتي منحني والجريد

يحترق حين لم أرى في بلدي تمر واعناب

خانني جفن عيني وبات يفضحني

حيث رأيت في عيني بلدي ممزق الثياب

واستبق العهر الفاسق يجول يدنس الاعتاب

وراضية مشت حافية القدمين خالها

أن تجد في بيت العرين غير الذئاب

فمشت بخلخال الطهر تجمع امتعتها

فما سلمت واشتعل الشيب فوق الشباب

حتى إذا طرحت حمل همها تكالب عليها

كل الكلاب

بكت عيني حين رأت تلألؤ الدمع بلل الثياب

وما عدت أدري ابلادي هذه هكذا

ذبحت ويتقاسم الفساق على ثوبها الشراب

من اي ذنب هذا الذي أراه

من اي بطن توارث هذا الخراب

بقلم موسى العقرب


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة