رحيلُ السّنديانِ

 رحيلُ السّنديانِ 

وأنا هنا أحيا على شهبِ 

المرايا كلّما 

جنّتْ مراسمُ عشقِنا 

في شهوةٍ تمسي 

إلى الأقمارِ من سغبِ 

المنافي في مزاميرٍ 

تقمّصها الثّرى 

وأنا أخبّءُ مع ترانيمِ 

تحنّي من رحيقِ القدسِ 

أنفاسَ الدّجى 

وعلى مدارِ الشّوقِ 

يحبسُنا الضّبابْ 

ودّعتُ نوراً أحمراً 

في عنقِهِ سلمُ الفدائيّ 

الذي يحمي ثرى الأوطانِ 

من مكرِ الثّعالبِ 

والذّئابْ 

وأرى على شجرٍ منَ القدسِ 

يعانقُنا هنا 

من غابةِ العشقِ الدّمشقيّ 

الذي يحمي حصانَ الفجرِ 

من عسفِ الرّدى 

يأتي إلينا من رحى 

الأقدارِ سيفٌ يرتدي 

من جرحِنا ثوبَ الكرامةِ 

والمدى ليهزَّ وجهَ الفجرِ 

من عبقِ النّدى

وهنا يسير إلى فضاءٍ أحمرٍ 

للقدسِ مع وهجٍ من الأنوارِ 

يزجيهِ السّحابْ 

وهنا على أرضِ الشّآمِ 

ينامُ في ظلِّ المخيّمِ 

والدّجى في نشوةٍ 

تحيي رحيقِ الأرضِ 

من عسفِ الفجيعةِ 

بينَ أروقةٍ تحنّيها البيارقُ 

والنّوارسُ 

من لظى الأشواقِ 

في مطرٍ يهزُّ الكونَ مع 

ريحٍ منَ الإعصارِ تغذيهِ

العواصفُ والحرابْ 

وأنا أرى تابوتَهُ الخشبيِّ 

فوقَ رؤوسِنا وجهَ الفدائيّ 

الذي يحيا على رملٍ 

لغزّةَ والمثلّثِ 

والجليلِ 

على ربوعِ الضّفّةِ الخضراءَ

في حممٍ منَ البركانِ 

يحييها العُقابْ 

شمسٌ تعانقُ وجهَنا الأزلي 

في عنقِ الثّرى 

وأراها بينَ الفجرِ أنفاساً 

تردُّ على جحيمِ الغائيبينَ 

عنِ الثّوابتِ والتّرابْ 

يا أيّها السّيفُ المجرّدُ 

من غباشِ الذّلّ أرهقْتَ المدى 

وحملْتَ اسمَ الفجرِ مع جمرٍ 

تشظّى في مدادِ الكونِ 

كي تحيي رحيلي 

في المنافي والغيابْ 

أنتَ الفدائيّ الذي يحمي 

بريقَ الأرضِ من ظلمٍ تجلّى 

فوقَ أعتابِ السّرابْ 

ويسيرُ نعشُكَ ها هنا 

يحيي منَ الأكفانِ 

أحلامَ انتصاري والتّرابْ 

وأنا هنا أبكي بكاءً أخضراً 

يحكي إلى القدسِ التي 

تحمي سلامَ العشقِ 

من نعقِ الأذلةِ والغرابْ 

ووقفْتَ بينَ ضلوعِنا 

تهدي إلى أسرارِنا من جفنِ 

فجري ها هنا 

سيفاً لأرضي في اللظى 

وتخيطُ وجهَ الشّمسِ 

من دمنا 

الذي يهدي إلينا 

وصيّةَ الشّهداء

كي تحمي ترابي من 

تهاليلِ الفجيعةِ والرّدى 

لتردَّ مكرَ الليلِ من عزفِ 

المكائدِ والمصائبِ 

والخرابْ 

وهنا وقفْتُ على جفونِ 

الظلِّ عند ضريحِكِ المدميِّ 

أحكي قصّةَ الشّهداء 

مع عزفِ المروءةِ 

في رداءِ الكونِ 

كي تحيي على أسوارِ 

حيفا اسمَنا الأبديّ 

من صكِّ المرايا في ترابٍ 

يغزلُ الأقمارَ في يافا 

وعكّا كلّما هجسَتْ 

قلوبُ الرّاحلينَ إلى مدارٍ 

يرتدي وجهِ العروبةِ 

واليبابْ 

وهنا يودّعكَ الفدائيّ 

الذي حملَتْ موانئُهُ شراعَ 

الوقتِ مع جمرِ القيامةِ 

في رحيلٍ واغترابْ 

يا أيّها السّيفُ الذي رحلَتْ 

نواصي عشقِهُ في شهقَتِ

الأرضِ التي تحمي 

رداءَ الكونِ من سمِّ 

الأفاعي والعقاربِ 

في رمادٍ واكتئابْ

وهنا ينادينا الشّهيدُ 

على جفونِ الفجرِ من 

رمدِ المنى 

لا لن يظلّ الموتُ رسماً 

للكآبةِ والرّدى 

والفجرُ يحيا 

في مدانا كلّما 

نزفَتْ عروقُ الليلِ 

من جرحٍ 

تغذّيهِ العناكبُ 

والكلابْ 

وهنا انتصاري يقتدي 

من نورِنا المحميّ 

من زغبِ الظّلالةِ 

في جحيمٍ وارتيابْ 

ليظلِّ نبراسُ 

الشّهيدِ علامةً 

تحيي سلامَ الأرضِ 

من لغبِ المنايا 

والحرابْ 

وهنا أودّعكَ هنا

يا سنديانُ الأرضِ 

في عشقٍ هنا 

تأتي إلينا الثّورةُ الشّمّاءُ 

من ثقبِ الثّرى 

كي ترتدي درعاً لوجهِ 

المجدِ من عرقِ السّحابْ 

د٠حسن أحمد الفلاح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة