القرآن الكريم والتّاريخ الدّينيّ

 القرآن الكريم والتّاريخ الدّينيّ

يتناول التّاريخ في اهتماماته الرّئيسيّة القصص الدّينيّة(التّاريخ الدّينيّ) و والتّاريخ السّياسيّ  وما يتعلّق به من أحوال اجتماعيّة واقتصاديّة،ولقد تميّز القرآن بتناوله تاريخ الحركات الدّينيّة وإنّ إشاراته إلى الأحداث السّياسيّة والحالات الشّخصيّةوالاجتماعيّة تكون حسب علاقتها بالجانب الدّيني وخدمة للمقصد الرئيسي وسعيا لتبليغ العبرة منها .فلولا القرآن المجيد لما علمنا شيئا عن الأنبياء والرّسل عليهم السّلام وما خلّفوه من تعاليم ومبادئ ووصايا وما لاقوه من عنت وأذى وكفر وما نالوه من رحمة الله تعالى ونصرته ورضاه ,ولقد جمع في سوره ما ورد  من قصص في الكتب السّماويّة قبله  من صحف إبراهيم وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحّح أخبارها وأزال عنها اللّبس والتّحريف وأعاد نبأها {بالحقّ} فقد قال تعالى في سورة المائدة:{وأنزلنا إليك الكتاب بالحقّ مُصدّقا لما بين يديه من الكتاب ومُهيمنا عليه}كماألحق بها أخبار الفاصل التّاريخيّ الّذي كان بين عيسى  المسيح ورسولنا الكريم عليهما السّلام ،وخاصّة ممّا لحق أتباع النّصرانيّة من تعذيب ومُلاحقة  مثلما جاء في قصّة أصحاب الأخدود وقصّة أهل الكهف وغيرها ،ولقد تناول القرآن المجيد أثناء حديثه عن المسارالدّينيّ لأحد أنبيائه أو رسله التوجّه الدّينيّ و الحياة السّياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة الّتي عاصرها ،فوصف لنا ،مثلا،ديانة المصريين القدامى وواقعهم الاجتماعي والاقتصادي في سورالقصص ويوسف وطه وغيرها ،ولقد  جاء هذا الوصف دقيقا ومُعجزا وبليغا إضافة إلى ما تميّز به القرآن الكريم من الإعجاز العلميّ والغيبيّ من خلال تاريخه المُستقبليّ وحوادثه المُتتالية وتحدّياته إلى يوم القيامة،وهكذا تظهر بوضوح وجلاء وصدق وخلود هيمنة القرآن المجيد  الدّينيّة والتّاريخيّة والعلميّة والمُستقبليّة،وإنّه لكتاب كريم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،فتبارك الله ربّ العالمينا

بقلم الهادي خلفه 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة