أوهامُ الغربةِ

 أوهامُ الغربةِ

وأنا على دربِ المنافي 

أرتدي درعاً منَ العشقِ 

المحنّى من جرودِ الأرضِ 

في نفسٍ منَ البارودِ 

يقتلُنا هنا 

وهنا تدمّرُنا براميلٌ 

منَ الأهوالِ في شفةِ 

اللظى 

تهدي إلى الأرضِ 

المنافي في صمودٍ 

واتّساقْ 

وأنا خرجْتُ إلى ديارِ 

الغربةِ الحمقاء 

في خفرِ الضّحى 

لا رغبةً في الهجرةِ 

الأولى هنا 

وأنا هنا أبكي المنازلَ 

في حنيني كلّما 

جنّتْ لنا الأقمارُ في 

ليلِ الوقيعةِ من لعابٍ 

يغسلُ الأرضَ التي 

تنمو عليها حقيقتي 

وأظلّّ أبكي في الدّجى 

كي لا أرى عبقَ المدينةِ 

في دمارٍ واحتراقْ 

بالأمسِ كنّا تحتَ 

ظلِّ الشّمسِ يحبسُنا 

العناقْ 

وهنا تُباعِدُنا المنافي 

عن ذرا الأوطانِ 

في لغةِ التّنازعِ 

والشّقاقْ 

متنا وعشنا بينَ أروقةِ

التّجافي والتّداعي 

والنّفاقْ 

وركبنا فوق شراعنَا ليلاً 

يهرِّبنا النّزوحُ عنِ الموانيءِ 

فوق يختٍ نمسكُ الأنفاسَ 

فيهِ على جناحِ الليلِ 

في هذا المدى 

والبحرُ يرهقُنا رويداً 

في نزيفِ الخوفِ 

من رمقِ التّباعدِ والتّلاقْ 

وعلى جفونِ 

الموتِ في هوجِ الرّدى 

نمشي هنا 

بينَ الجرودِ إلى أوابدِ 

عشقنا 

كي نرتدي درعَ 

الحنينِ إلى الرّفاقْ 

وأنا على سحبٍ منَ الغيمِ 

الذي يزجي ثلوجاً 

فوقَ غاباتٍ منَ الدّردارِ 

تخفي النّورَ عن عينٍ 

يغبّشُها الفراقْ 

وهنا أنادي يا أخي ! 

أينَ التّلاقي في ضلوعِ 

الغربةِ الحمقاءَ في ظلٍّ 

يهجّنُهُ الرّدى ؟

ويمدُّ للفجرِ الذي ينمو 

عليهِ من غبارِ الثّلجِ 

من لجَجِ المنايا 

في نزاعٍ وافتراقْ 

أينَ العروبة ها هنا ؟

في لهفةٍ 

تنمو على شفتي 

عناقيدُ الوفاقْ 

وتركتُ بيتي في تناهيدٍ 

منَ الأوجاعِ يبكيهِ الصّدى 

وأنا هنا أبكي ويرهقني 

الحنينُ على جذوعٍ 

تحتمي في ظلِّ غربتِنا 

التي تحكي قصائدها 

على وترٍ منَ الألحانِ 

ينثرُها حصانُ الوقتِ 

في شفقِ المغاربِ 

والمشارقِ في هدوءٍ 

وارتفاقْ 

يا غربتي الحمقاءُ 

في وطني هنا 

جوعٌ 

وموتٌ 

واحتراقْ 

ذلٌّ وتحقيرٌ وتهديدٌ 

تؤلّبُهُ نواميسٌ 

تعفّشُ بيتنا في لجّةٍ 

من شهوةِ التّنميرِ 

يحكيها الرّوابضُ في 

نباحٍ مع نعاقْ 

وأنا هنا أحكي إلى 

الفجرِ الحقيقةَ 

كي أعودَ إلى بلادي 

مع أناشيدٍ 

منَ الأفراحِ 

يلهجها انتصارُ النّورِ 

في ليلٍ يحنّيها جموعُ 

الفاتحينَ على روابي 

النّورِ من شفقٍ يهزُّ 

الغربةَ الأولى هنا 

كي تحتمي في تربةِ 

الأرضِ التي تنمو عليها 

من دمي نورٌ منَ الأقمارِ 

تحملُها جموعٌ منْ أبابيلِ 

التّلاقي والوفاقْ 

د٠حسن أحمد الفلاح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة