الإستثناء
من ألطف المهارات في العلاقات الإنسانية مهارة (الاستثناء)، أن تُجيد كسر قواعدك السائدة في التعامل مع إنسان ما لأنه يستحق، لأن مكانته عندك، أو مكانته في نفسه، أو حضوره في علاقته بك، يوجب له ذلك.
صحيح أن معظم الناس يمارس أشكالًا من هذا الاستثناء بشكل عاطفي غير واعٍ في الغالب، إلا أن المهارة الحقيقية أن نمارسه بوعي، وباختبار وتقدير، لنتأكد أنه غير مهدَر ولا منكَر ولا مجحود. وعن اقتناع، لأن التجربة أثبتت صحة اختيارنا فيه، وكلما أثبتت التجربة هذه الصحة وسّعنا مجاله وعددنا أشكاله وزدناه عمقًا في تفاصيل المعاملات.
الاستثناء فوق ذلك أحد ألطف وأشفّ لغات الحب، أن توصّل لإنسان فكرة أنك تستثنيه من قاعدة تتبعها في معاملة الناس رسالة بأنك تحبه، تعزه، تقدره، تختصّه بمكانة في نفسك، وتجعله أمام جدار تترك الناس كلهم وراءه.
الاستثناء في أي شيء يوصل هذه الرسالة، والاستثناء بشيء يحبه يعمقها ويجذّرها في نفسه، ويفعل في موقف واحد ما لا يفعله الكلام، وكثير من الأفعال، في سنين.
لأن الغاية التي تصل إليها العلاقات الناشئة إذا نجحت واستقرت، أن يكون لها خصوصيات واستثناءات معترف بها، يُنظر إليها مِن مانحها على أنها مستحقة، ومِن آخذها على أنها مقدّرة ومتبادلة.
محمد عبد اللطيف عمار
تعليقات
إرسال تعليق