جناح الفجر

 جناحُ الفجرِ 

يا واحةَ التّاريخِ في هولِ 

الصّدى اسمٌ 

يعانقُهُ الثّرى 

والنّورُ يحميهِ الضّبابْ 

والنّورُ أحمدُ لو يمدُّ الفجرَ 

في هذا المدى 

وهنا يُكسّرُ ساعديَّ 

على جناحِ الفجرِ 

في بئرِ المدائنِ 

والعواصمِ واللظى 

وهنا نمدُّ الفجرَ من 

جسدِ المنايا 

والغيابْ

لم يبقَ في ظلّي سلامٌ 

يحملُ الأنوارَ في الحججِ 

التي تنمو على شطءِ 

البحارِ على رمادٍ يحتمي 

في الظّلّ من هولِ 

الحروبِ على تجاعيدِ 

السّحابْ 

ولأجلِ طفلٍ غارقٍ 

في البحرِ يحميهِ النّدى 

في ظلِّ عرشٍ ينتمي 

للنّورِ في صخبِ الموانئ 

والحرابْ 

نحيا لكي نحيا على نَفَسِ 

الوقيعةِ في قناديلٍ تضيءُ 

البحرَ للأطفالِ 

والعذراءُ تحبسُها الثّعالبُ 

والذّئابْ 

وهنا كَبُرْتِ يا ابنتي 

في طفرةٍ 

أو صرخةٍ 

أو جمرةٍ 

أو شهوةٍ 

أو غارةٍ 

كي تحتمي خلفي 

ويزجرُكِ الغرابْ 

ووقفْتُ في سيفي أنافحُ 

غيرتي في الليلِ 

كي أحمي التّرابْ 

لا لن ألوذَ عنِ الرّبى 

في مدحِ أحمدَ كلّما 

شهدَتْ مواويلُ العروبةِ 

في مرايا 

الشّوقِ

من عسفِ 

القريبِ على مدارِ 

النّورِ في سرٍّ لنجمٍ 

يهتدي للقبّةِ الصّفراءَ 

في شفقِ الغروبِ 

على نواميسِ الدّجى 

أوَكلّما جئتِ بنيّتي 

للمدائنِ فوقَ 

أنوارِ المدى 

في لهفةِ الأقمارِ

من سحبِ المنايا

في الورى  

مع برهةٍ 

أو ردهةٍ أزليّةٍ تحمي 

قناديلاً منَ الأزهارِ 

تزجيها روابي الفجرِ 

من عقمِ الرّوابضِ  

والخَصَابْ 

فلِمَ تنامي يا ابنتي في 

شهوةِ الصّحراءَ 

من رمدِ اليبابْ 

نامي هنا في حضنِ 

وجدكِ كلّما 

رجفَتْ قلوبُ الأمّهاتِ 

على شراعٍ 

باتَ يحرسُهُ رحيلُ 

النّورِ من هولِ المصائبِ 

في حصادٍ واستلابْ 

نامي فإنّ جراحَكَ المغمور

في زيتِ الدّجى 

يمسي بعيداً 

كي تعالجُهُ زيوتُ اللهِ 

في حقلِ الأماني 

في خريفٍ صاخبٍ يحكي 

إلى نورٍ لسوسنةِ المها 

في لهفةِ الأقمارِ من سرٍّ 

تقهقهُ عندَهُ في رقصةِ 

الموتِ المحنّطِ من دمي 

أمٌّ تردُّ على سرابٍ في سياجٍ 

للصّحاري 

والصواري 

والبراري 

والقرى

من ثورةِ الإعصارِ 

في رمدٍ تحنّطهُ جفونُ 

الفجرِ من ليلٍ يهنّدُهُ المدارُ 

على سيوفٍ ترتدي من 

جرحِنا درعَ الخصوبةِ 

والقرابْ 

لا لن يفوحَ العِطْرُ من 

واحِ الصّدى 

وهنا تحاكينا النّساءُ 

على رصيفٍ يرتدي عشقي 

الذي يدمي جراحَ الفجرِ 

من عبقٍ لياسمينَ النّدى 

وهنا تحنّيهِ دمائي من لعابِ 

الأرضِ والنّورِ المحنّطِ 

من توابيتٍ تفتّشُ 

عن عروقِ الاغترابْ 

وطني ينادينا هنا 

وأنا أنادي يا ابنتي 

هل غاصَ وجهُ الليلِ 

في غصنِ الظّلامِ على 

شعابِ النّورِ من مكرِ 

الثّعالبِ والذّئابْ ؟ 

أمْ إنّ أمّكِ تحتمي 

من خمرةِ التّكوينِ 

في لبدٍ يزيّنُهُ نبيذُ الأرضِ 

من عبقِ الشّرابْ ؟

أمْ إنّ عذراءَ الرّوايةِ 

تهتدي للفجرِ 

كي تحكي قصيداً 

في غياهبِ عشقِنا 

كي ترثي بِلقيسَ الضّحيّةِ 

في عقودِ الليلِ 

من خَصْمِ الكلابْ ؟ 

أمْ جاءَ أيلولْ الذي يحكي 

إلى الأطفالِ أسرارَ 

المنايا 

والمجازرِ 

والإبادةِ 

في ذهابٍ 

مع إيابْ 

عفواً صديقي 

لا تقاطعني هنا 

فأنا سأحكي كلَّ أحداثِ 

الفضيحةِ للعروبةِ 

في تحاليلِ السّياسةِ 

والخطابْ 

وأنا سأحكي مع ثنايا 

الليلِ أحداثَ 

الخيانةِ

والتّخلّي 

والتّنازلِ 

عن قطاعٍ باتَ 

يحكي للمدى 

سرَّ التّآمرِ في مواخيرِ 

الرّزايا 

والبدايةِ 

والنّهايةِ 

في تهاويلِ الزّناةِ على 

جذوعِ الفجرِ من بابٍ 

لبابْ 

وهنا تحاكينا العروبةُ 

في الصّدى 

من واحِ بغدادَ التي 

تحكي فجيعةَ بابلَ الأولى 

على خصرٍ من التّهويلِ 

يدميهِ الرّدى 

من قتلِ أرملةٍ تَوسَدَّ 

شعرُها جمرَ النّدامةِ 

في طوابيرٍ لجيشٍ 

يحتسي من خبزِنا قمحَ 

الوليمةِ والعتابْ 

وهنا تلاقيني الشّظايا 

من سطورِ العشقِ 

كي أحكي إلى ظلّي 

سلاماً في عناقِ 

الفجرِ من سِفْرِ الأماني 

في غصونٍ واضطرابْ 

وأنا أنادي يا ابنتي كم 

مرّةٍ حجبَ الصّباحُ سريرةَ 

العشّاقِ عن هولِ المنافي 

والسّرابْ ؟

فلنطفئ النّارَ التي تروي 

إلى سحبِ اللظى 

من فجرِنا ليلَ المهاجرِ 

والخرابْ 

وليختبئْ من جمرةِ 

الشّهداء شهبُ الفجرِ 

كي يحمي رداءَ النّورِ 

من هولِ الفواجعِ في 

سرابٍ واحتسابْ 

ولِمَ تطيلي يا ابنتي 

في غفوةِ الأحزانِ من 

ليلٍ يردُّ ظلامُهُ 

وجهَ الشّموسِ 

على ظلالِ النّجمِ من 

عرقِ المدائنِ في سلامٍ 

وارتيابْ 

فالشّعبُ يمسي 

في روابينا هنا 

بينَ المنايا والرّكابْ 

وأنا هنا أحكي إلى الأشواقِ 

أسرارَ النّدى 

وسرابُ عشقي في مرايا 

النّورِ يزهرُ مع غصونِ 

الياسمين على ترابِ الأرضِ 

في عبقِ الرّصاصِ 

على رياحٍ ترتدي من طمرةِ

النّصرِ سلامَ العاشقين  

على عناقيدِ الثّرى 

من شهوةِ الأقدارِ 

أنفاسَ التّرابْ 

أمَدُ الحقيقةِ ينثرُ الأنوارَ 

من غُسُقِ المرايا كلّما 

أنَّ انفجارُ الكونِ من قتلٍ 

يجوبُ الأرضَ في سرِّ 

النّوازلِ عندما 

يهذي اللقيطُ 

إلى هواجسِ جرحِهِ 

يأتي هنا بينَ الرّوابي 

والسّهولِ إلى ثرى القدسِ 

التي تحيا على قممِ 

التّنازلِ والعِصابْ 

في كلّ يومٍ نرتدي 

من جرحِنا 

درعَ القداسةِ في تناهيدِ 

الخصومةِ كلّما جفّتْ 

محاريبُ العتابْ 

لا لن يقاسمني الوضيعُ 

حكايتي الأولى على نصرٍ 

تقابلُهُ المنايا في صراعٍ 

واكتئابْ 

وأنا سأحملُ فكرتي الأولى 

إلى مجدِ الأماني 

في مدادِ النّورِ من هوسِ 

المنافي 

كلّما حنّتْ قبائلُنا هنا 

للقدسِ في عَسَفِ الورى 

وأنا هنا أهدي إلى عشقي 

القريبِ عباءةَ الفجرِ 

الخليطِ على نبيذِ الوقتِ 

من خمرٍ لتفّاحٍ يسمّدُهُ 

رعافُ النّورِ 

من هوجِ الكنارِ على 

رحيلٍ باتَ يعقرُهُ 

الضّبابْ 

في رحلةٍ تطوي سجلَّ

الموتِ عن فجرِ العروبةِ 

كلّما صخبَتْ أبابيلُ 

القيامةِ والعُقابْ 

في جثّةٍ تحمي مدانا 

في الرّدى 

لتميدَ فوقَ الأرضِ أنسامُ

المدائنِ والقبابْ 

عبثاً نغسّلُ من جراحِ مدينتي 

عرقَ الضّحيّةِ في روافدِ 

موتها من لبِّ عذراءَ 

المدينةِ والعذابْ 

شاخَتْ هنا القمَمُ المريبةُ 

من ضلوعِ صمودِنا 

في ثورةِ الأطفالِ 

كي تحمي عناقَ الشّوقِ 

من لبنٍ يدنّسهُ رحيقُ 

الموتِ من عرقِ الذّبابْ 

وهنا تقمّصني النّدى 

في ثوبِهِ الأزليّ 

كي يحمي لبابَ النّورِ 

من صمتِ القبائلِ 

من نعيقِ العابرينَ على 

جسورِ الذّلِّ من هولِ 

الجريمةِ والعِقابْ 

وهنا تأبطنا سيوفَ 

العصبةِ الأولى على 

نهرِ الخلودِ 

على خميرةِ 

عشقِنا في الوحدةِ الكبرى 

لكي نحمي ترابَ الأرضِ 

من علقِ الطّحالبِ 

والرّهابْ 

لا شيءَ أجملُ من أبابيلِ 

القيامةِ في ربى الأقدارِ 

في زمنِ المكائدِ والحرابْ 

وهنا ملاكُ النّورِ يحيا 

في دمي بينَ القداسةِ كلّما 

نزفَتْ جفونُ الصّبرِ 

من دمِنا المقدّسِ 

مع شرايينِ السّحابْ

هولَ الإبادةِ 

يرتدي سقمَ العروبةِ 

في رداءٍ واغتصابْ  

نحيي هنا وجهاً لقبلَتِنا 

الأُولَى مع فكرةٍ 

أو دولةٍ 

أو خصلةٍ للشّمسِ 

في رعفِ المدائنِ من 

أعصايرٍ تهزُّ الكونِ من 

صخبِ القنابلِ 

واليبابْ

وهنا نزفُّ النّصرَ مع 

عرسِ الشّهادةِ كلّما 

نحيي موازينَ العدالةِ 

والكتابُ 

ونزفُّ من جمرٍ سفودٍ 

طفلَنا في ثورةِ الأقصى 

على نعشٍ يعمّدُهُ عناقُ

الفجرِ من عطرٍ لعيسى 

في لقاءٍ يرتدي درعَ النّدى 

كي يهتدي من نورِ 

أحمدَ للبلادِ على خيولٍ 

تصهلُ الأقمارُ في أفيائها 

مع ثورةِ القدسِ التي 

تحكي لغزّةَ عشقَها الأزليّ 

في سرٍّ يباغتُهُ نزيفُ النّورِ 

كي يحكي إلى العذراء 

اسمَ الماردِ الأبديّ 

في خصرٍ لأيلولَ الذي 

ينعي سلامَ العزّةِ الحمراءَ 

من شهرٍ لتمّوزَ الذي يروي 

إلى أرضِ الجليلِ حكايةَ 

النّصرِ الذي ينمو على سحبِ 

القيامةِ والحرابْ 

هانَتْ أساريرُ الضّحى 

كي تحتمي بينَ الأماني 

خيرةُ الأنسابِ من هوجِ 

الكوامنِ في ظلالِ النّورِ 

مع سربٍ لفجرٍ يحتسي 

من جمرِنا زيتَ العروبةِ

من لعابِ الفجرِ في رمقٍ 

يحنّي النّورَ من شمسِ 

الأماني في قرابٍ 

أو شعابْ 

هلّا توقّفي يا ابنتي 

فأنا هنا أحمي عروشَ 

الخانعينَ على ثغورِ العهرِ 

كي يحموا الزّناةَ على 

صفيحٍ من محافل

ذلّهمْ وهنا نحاكي الفجرَ 

من رعفٍ تحنّيهِ حرابُ 

الاغتصابْ 

هلّا توقّفي يا ابنتي 

فأنا سيأتيني شهابٌ 

من عروشٍ ترتدي 

درعاً لبلقيسَ التي  

تحمي يمانِ العشقِ 

من هولٍ تأمركَ 

في الرّدي 

كي يرسلَ الموتَ المهجّنَ

من زناديقِ الخرافةِ كلّما 

نسجَتْ شعابُ العزِّ أشرعةَ 

الكرامةِ في روابي العشقِ

في صلدِ الحكايةِ من لعابٍ 

أو لزابْ 

ووقفتي عندَ الشّامِ تحكي 

سيرةَ الشّهداء في سرٍّ يجاريهِ 

ترابُ الأرضِ من قممٍ هنا  

زحفَتْ إلى نبعِ الخصومةِ 

في رمادِ الفجرِ من عبقِ 

الرّواسي والنّجومِ على 

ثرى الأسوارِ 

من وهجِ يُكلَّسُ جسمُهُ 

من نورِ غزّةَ كلّما 

هتفَتْ لنا الأقدارُ 

من غصنٍ لزيتونٍ 

ونخلٍ في قرابِ الفجرِ 

من عصبِ 

العروبةِ والهضابْ 

ونزورُ في غمرِ المجازرِ 

طهرَنا  في أرضِ غزّةَ  

كي نحنّي الفجرَ 

من دمِ الشّهداء

في ليلِ العزيمةِ 

والرّعودِ على خصابِ 

النّورِ في رحمِ المنايا 

كلّما حنّتْ جحافلُ عشقِنا 

للنّصرِ في ليلٍ يخضّبهُ 

رمادُ الأرضِ من عرقِ 

العروبةِ والحرابْ 

ونرى هنا في أرضِنا 

اسماً تحدّى رحلةَ السّفاحِ

في رخمِ الفجيعةِ  

والمرايا في سراجٍ 

وانتجابْ 

ورمادُ عشقي في الجنوبِ 

على مدانا

يرشقُ الأمطارَ في عينِ 

الرّدى

كي يحضنَ العشّاقَ 

في فوضى الحضارةِ 

كلّما شدّتْ رياحينُ الفضيلةِ 

حزمةً من شهدِ أمّي 

في نزوعٍ واحترابْ 

وهنا سيبقى الفجرُ نبراسَ 

الجنوبِ على صفيحِ الجمرِ 

من هولٍ تحسّى من عرينِ 

الشّوقِ من سيفِ الشّهادةِ 

في روابي القدسِ من رمدٍ 

تغسّلُهُ حرابُ الفجرِ في زمنِ 

الكآبةِ والعصابْ 

وهنا توقّفي يا ابنتي فالنّصرُ 

آتٍ مع زغاريدِ المنايا 

في لبابٍ واضطرابْ 

وأنا هنا أحكي إلى لبنانَ 

سرَّ خصوبتي في غفوةِ 

الأعرابِ عن جسرٍ تحنّيهِ 

زيوتٌ من أقاحي القدسِ 

في لهبِ المروءةِ واللظى 

وهنا سنروي للمدينةِ سرَّ 

عشقي للأماني والنّدى 

بيروتُ فينا شعلةٌ للقلبِ 

في أرضٍ تنافحُ عن زغائبِ 

عشقِنا والجمرُ في بيروتَ 

يحثيهِ الثّرى 

وأنا هنا أحكي لأرضٍ تنسجُ 

الأقدارُ فيها عروبةَ الأقصى 

على جسدِ الضّحيّةِ كلّما 

هبّتْ رياحُ اللهِ 

من هولِ الفجيعةِ 

في مساجِ الفجرِ من 

صخبِ 

الزّلازلِ 

والعواصفِ 

والحجارةِ 

والرّوابي كلّما هزّتْ قبورُ 

الأرضِ أنيابَ القيامةِ 

والحسابْ

د٠حسن أحمد الفلاح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة