الموت المتربص

 الموت المتربص

أيها القسم ما عليك سلام 

أفت العيش ما عليك ثناء

يا رسول من الممات علينا 

قد اتانا وفي يديه فناء

جاء سحباً محملاً بكروب 

يمطر الدمع والهموم سواء

ينزع العمر عنوة وعياناً

مثل موج أتى عليك وباء 

جل صبر الذي يذوق مماتا

كل يومٍ فوق ذاك عناءُ

دون بيت وليس عنك سأل

من قريب يزور أو جلساء

في عراء ينام ألف مريض

يرتجي الموت كي يكون شفاء 

في عراء ينام ألف صحيح 

فرشه الأرض والسماء قطاء

قد سقى البرد منه كل رداء

كل ليلٍ اتاه كان بلاءُ

من أتى الموتَ جاء يهرب منه

يرحم الله أهلنا الشرفاء 

لا معين سوى المعين لديهم 

يرفع الله من هم الأمراء 

لا طبيب يعودهم بسؤال 

كيف أصبحت خذ اليك دواء 

أين أهلي الكرام قال فؤادي 

اين فخر المواطن العظماء 

كي بجودوا  وجودهم بحياة 

لكثير ولو بخلت فناء

انشروا العيش بين أهل بلاد 

غالبوا الموتَ صبرهم ورضاء

انشروا العيش ليس ذاك صعباً 

انقذوا الأهل إنهم ضعفاء

بدواء وخيمة وطبيب 

قم بعزم فإنه الإحياء

ارسل القول للذين يلهم 

أمر شعب مشرد وشقاء 

أمر أهل وإخوة وبلاد

ضمنا الدين موطن إخاء

جل صبري موصفا لغموم

تتلف العين بالدموع  عناء

إنما الموت للبلاد طموح 

نحسب الله أنهم شهداء 

أخر القول ليت شعري طب

لأدوية اعزتاً كرماء 

ويدواي جراح أرض جدود

هم على الدهر مجمر وضياء 

وتعود البلاد أجمل شمس 

لا يغني لغيرها الشعراء 

ويلم الستات بعد فراق 

و تزان للجزيرة الخضراء 

ويعودون للديار جموعا

في الخراطيم يكثر النزلاء 

وترى النيل في الربوع طروبا

ينتشر اللحن للحقول غناء 

عاد سودننا الجميل و حقت

منية النفس للشعوب رخاء 

إن للقلب موطنا وبلاداً

تشتهيها الشموس وهي سماء 

الحاج صابر الترابي ✍️

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة