تغني الفراشات
تغنّي الفراشاتُ
طريقُ الهزائمِ ولّى بعيداً
ودربُ انتصاري يمدُّ حبالاً
توسّدُ جمراً يؤلّبُ
صمتَ الغرابِ النّحيبْ
وعشقي هناكَ على الرّافدينِ
ينامُ الهوينةَ
ويمسي لنورِ الصّباحِ
الدّؤوبْ
وعشقي لبابلَ شهداً
يحنّي سلامَ الحروبْ
سيسكنُ يومُ المجازرِ أرضي
على جرحي المحنّى
بدمعِ الغروبْ
ويسكنُ وجهَ السّرابِ رويداً
ولكنّ عرشَ الشّهيدِ
ينادي لأمٍّ تجافَتْ بعيداً
لتحكي سلاماً جديداً
لعشقٍ يبدّدُ وجهَ الخصابِ
القشيبْ
وصارَ الجراحُ يغسّلُ
وجهي ... ووجهي سلامٌ
يردُّ السّلامَ الغريبْ
ليأتي بروحٍ تمدُّ الكفاحِ
وتحكي لجسرِ العذارى
خميرةَ عشقي
وتأتي لواعجُ قلبي
بحزنٍ كريبْ
وفي الفجرِ تمسي
فراشاتُ أرضي
لتشدو بسرٍّ يباغبُ
صمتاً مريبْ
غزالاتُ عشقي تنادي
الأيامى بصوتٍ
يعبّدُ وجهَ الدّروبْ
يغذِّي رحيلي فؤادُ النّدى
وبرقُ الرّعودِ يكنّسُ
وجهَ الرّبيعِ الخصيبْ
وأيّ ربيعٍ يكنّسُ رعدي ؟
وأيّ شتاءٍ يمدُّ انتصاري ؟
وأيّ خريفٍ ينامُ عليهِ
ربيعي الكئيبْ ؟
ورئمُ الأقاحي
يحاورُ غصنَ الثّرى
وغصنُ المنافي
يحاكيهِ ليثٌ يمسّدُ وجهَ
التّرابَ اللزوبْ
وَضَغْتٌ يخبِّئ حلماً
يعدُّ المجازرَ يوماً
ليحكي لطفلٍ عناقَ الرّحيلِ
إلى الضّفّتينِ
ليمسي ببهوٍ لأرضٍ
تمدُّ انتصارَ الرّبيع المحنّى
بغصنٍ ينثُّ غرامي وعشقي
المحمّى بسيفٍ ضروبْ
يحلّقُ نسرٌ يداعبُ وجهَ
المروجِ ليبني عريناً لسبعٍ
يبدّدُ غيماً لطيرٍ يؤوبْ
وطيرُ النّسورِ ينادي
عُقابَ السّلامِ
ليحكي لعشقٍ عناقَ البوادي
ويرمي أفاعي السّلامِ
بسهمٍ يبدّدُ سلماً
ليفني الحقوبْ
أبثُّ لواعجَ حزني لأرمي
مسارَ النّجومِ بسهمٍ
يحنّبُ شكلَ الغروبْ
إلى أينَ نمشي على ظلِّ
عرشٍ لأقزامٍ تلوّثُ جرحاً
وتبدو قصيرةَ طرفٍ تبثُّ
خبائثَ وقتٍ ليلبسَ ثوبَ
المرايا ويُفري غصوناً لنخلٍ
تخدّدُ جذعَ الحقوبْ
أمرُّ سريعاً لأبكي دمشقَ
وأبكي الشّآمَ ليومٍ تكلّسَ فيهِ
رحيقُ الشّقيقِ ليمسي بعيداً
عنِ الغوطتينِ
ويمشي إلى ضلعِ فجرٍ تأمركَ
فيهِ لقيطٌ يردّدُ فقهاً يبيعُ
الذّنوبْ
وتبقى الشّآمُ عرينَ الصّقورِ
لتحمي غياهبَ عشقي
وتحمي سحابَ القلوبْ
شآمُ الأماني تعدّدُ رفثاً
لعرْبٍ تماذوا لقتلِ العذارى
وعربٌ تماذوا لقطعِ المُكثّا
وقطعِ الوريدِ الخصيبْ
وتبقى الشّآمُ وريداً مديداً
يخصُّ الأسودَ
يخصُّ الغريبَ
ويحمي القريبْ
وفي لحنِ يافا سلامٌ لعكّا
وحيفا تنادي لقدسٍ
تناءتْ كثيراً
وأمستْ تحنّي قبابَ السّلامِ
بجرحٍ يخضّبُ وجهَ الشّموسِ
ليحمي فضاءً يجمّلُ شكلَ
الخطوبْ
وقدسي تنادي اليماني
ولبنانُ عشقٌ يزفُّ جراحاً
لبعدٍ يمدُّ حبالَ الغضوبْ
يماني تحنّي شمالاً يفجّرُ
خصرَ الضّبابِ لينبثَ
فسلاً لقمحٍ يمدُّ رماداً
تروبْ
تثاغا الصّباحُ ليحكي لشمسٍ
سلاماً ويبدو سلاماً يميتُ
تراباً رغوبْ
ولكنّ عشقي يبثُّ صدى
القبلتينِ
ليحمي رمالَ البحارِ
ويحمي شواطئَ غزّةَ
بسيفٍ سلولٍ بتولٍ
غلوبْ
وفي واحِ تونسَ يحيا
المدارُ قريباً
ليحمي صهيلَ الخيولِ
ويحمي جناناً
تحنّي الشّهوبْ
ويحنو رحيقي رويداً
إلى جذرِ عشقي
لينبتَ غصناً لزيتونَ
أرضي
ويمسي يشدُّ الرّحالِ
قريباً لقدسي
وتمسي جبالُ العروبةِ عشقاً
يمدُّ رحيقَ السّلامِ بنورٍ
يغذّي المحيطَ بنسلٍ جديدٍ
ويهدي الخليجَ
سهامَ النّجوبْ
وعمّانُ تبكي كثيراً
لموتِ العذارى
ووموتِ الصّغارِ
ولكنَّ جمرَ السّحابِ يغذّي
حزاماً تجلّدَ فوقَ الرّكوبْ
ويمسي انتصاري
سلاماً يكنّسُ ظلَّ الرّدى
ويبني لأمّي المنايا
وجرحاً يبدّدُ فجراً كذوبْ
ونصرُ العذارى
قريباً يجوبْ
ونصرُ البلادِ
سهامُ الغضوبْ
د٠حسن أحمد الفلاح
تعليقات
إرسال تعليق