الصدق
++ أنواع الصدق++
(( ضع نفسك في ميزان الصدق))
((الصدق في المنظور القرآني))
قال تعالى ((﴿وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَیَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ صَدَقُوا۟ وَلَیَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَـٰذِبِینَ﴾ [العنكبوت ٣]
وقال تعالى ((﴿طَاعَةࣱ وَقَوۡلࣱ مَّعۡرُوفࣱۚ فَإِذَا عَزَمَ ٱلۡأَمۡرُ فَلَوۡ صَدَقُوا۟ ٱللَّهَ لَكَانَ خَیۡرࣰا لَّهُمۡ﴾ [محمد ٢١]
وقال تعالى ((﴿مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَالࣱ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَیۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن یَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُوا۟ تَبۡدِیلࣰا﴾ [الأحزاب ٢٣]
(الصدق في الحديث الشريف)
قال رسول الله صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم (( احب الحديث إليَّ أصدقه))
وقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم,((الصدق طمأنينة والكذب ريبة))
وقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ((عليكم بالصدق فإنه باب من أبواب الجنة وإياكم والكذب فإنه باب من أبواب النار))
++تعريف الصدق++
معنى الصدق وأدق تعريف الصدق عند الإمام علي عليه السلام قال: معنى الصدق أن تقول الصدق في حين لن ينجيك فيه إلا الكذب هذا هو الصدق)) وللصدق ستة أنواع اجعل نفسك في ميزان الصدق وحاسب نفسك دائما حتى تحصل على مرتبة الصديقية ٠
النوع الأولى// هي الصدق في القول؛ وهو الإخبار عن الأشياء على ماهي عليه؛ وكمال هذا النوع بترك المعاريض من دون ضرورة ؛ حذرا من تفهيم الخلاف وكسب القلب صورة كاذبة ؛ ورعاية معناه في ألفاظه التي يناجي بها سبحانه وتعالى فمن قال : ((وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض)) وفي قلبه سواد أو قال : (إياك نعبد )) وهو يعبد الدنيا يتقيد قلبه بها؛ إذا كل من تقيد قلبه بشيء فهو عبد له؛ كما دلت عليه الأخبار ؛فهو كاذب٠
النوع الثاني// الصدق في النية والإرادة: ويرجع ذلك إلى الإخلاص ؛ وهو تمحيص النية وتخليصها لله؛بألا يكون له باعثًا في طاعته ؛ بل في جميع حركاته وسكناته إلا الله فالشوب يبطله ويكذب صاحبه٠
المرتبة الثالثة// الصدق في العزم أي الجزم على الخير: فإن الإنسان قد يقدم العزم على العمل؛ ويقول في نفسه : إن رزقني الله كذا أتصدق منه بكذا وكذا؛ وإن خلصني الله من تلك البلية فعلت كذا ٠ فإن كان في باطنه جازما على هذا العزم مصمما على العمل بمقتضاه فعزمه صادق وإن كان في عزمه ضعف أو تردد كان عزمه كاذباً إذا التردد في العزيمة يضاد الصدق فيها٠
المرتبة الرابعة // الصدق بالوفاء بالعزم : فإن النفس قد تسخو في العزم بالحال؛ إذ لا مشقة في الوعد ؛ فإذا حان حين العمل بمقتضاه؛ هاجت الشهوات الدنيوية وتعارضت مع باعث الدين وربما غلبت عليه بحيث انحلت العزيمة ولم يتفق الوفاء بمتعلق الوعد ؛ وهذا يضاد الصدق فيه ؛ ولذلك قال تعالى ((﴿مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَالࣱ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَیۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن یَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُوا۟ تَبۡدِیلࣰا﴾ [الأحزاب ٢٣]
المرتبة الخامسة //الصدق في الأعمال : وهو تطابق الباطن والظاهر واستواء السريرة والعلانية أو كون الباطن خير من الظاهر؛ بأن لا تدل أعماله الظاهره على أمر في باطنه لايتصف هو به؛ لا بأن يترك الأعمال ؛ بل بأن يستجر الباطن إلى تصديق الظاهر ٠ وهذا أعلى مراتب الإخلاص ؛. للإمكان تحقق نوع من الإخلاص بما دون ذلك؛ وهو أن يخالف الباطن الظاهر من دون قصد ؛ فإن ذلك ليس رياء فلا يمتنع صدق اسم الإخلاص عليه٠
توضيح ذلك : أن الرياء هو أن تقصد غير الله سبحانه في الأعمال وقد تصدر عن إنسان أعمالًا ظاهرة تدل على أنه صاحب فضيلة باطنة ؛ من التوجه إلى الله والأنس به ؛ أو السكينة والوقار ؛ أو التسليم والرضا وغير ذلك مع أنه فاقد لها ؛ ولحصول الغلبة المانعة عن تحققها ؛ أو اتفاق صدور الأعمال الظاهرة بهذه الهيئة من دون أن يقصد بها مشاهدة غيره فهذا غير صادق في عمله كاذب في دلالة الظاهر على الباطن وان لم يكن مرائيا ولا ملتفتا إلى الخلق؛ فإذن مخالفة الظاهر الباطن إن كانت من قصد سميت رياء؛ ويفوت بها الإخلاص؛ وإن كانت من غير قصد سميت كذبا ويفوت بها الصدق؛ وربما لم يفت بها بعض مراتب الإخلاص ٠ وهذا النوع من الصدق - مساواة السر والعلانية أو كونه خيرا منها - أعز من الأنواع السابقة عليه؛ ولذلك كرر طلبه من الله سيد الرسل صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم في دعواته بقوله((اللهم اجعل سريرتي خيرا من علانيتي واجعل علانيتي صالحة )) وورد ((أنه إذا ساوت سريرة المؤمن علانيته؛ باهى الله به الملائكة ؛ يقول: هذا عبدي حقا ! ))٠
وكان بعض الأكابر يقول : ((من يدلني على بكاء الليل بسام بالنهار)) وقال الشاعر :
إذا السر والإعلان في المؤمن استوى ,***فقد عز في الدارين واستوجب الثنا ٠
النوع السادس//الصدق في مقامات الدين : من الصبر والشكر والتوكل والحب والرجاء والخوف والزهد والتعظيم والرضا والتسليم وغير ذلك ٠ وهو أعلى درجات الصدق وأعزها فمن اتصف بحقائق هذه المقامات ولوازمها وآثارها وعائلتها فهو الصديق الحق وهذا مقام الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين٠
ومن علامات هذا الصدق: كتمان المصائب والطاعات جميعا وكراهة إطلاع الخلق عليها ٠ وقد روي ((أن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام "إني إذا أحببت عبدا ابتليته ببلايا لاتقوى لها الجبال ؛ لأنظر كيف صدقه؛ فإن وجدته صابرا اتخذته وليا وحبيبا وإن وجدته جزوعا يشكوني إلى خلقي خذلته ولم أبال))
(( قول الإمام الصادق عليه السلام في الصدق))
((إذا اردت أن تعلم أنت صادق أم كاذب؛ فانظر في صدق معناك وعقد دعواك ؛ وغيرهما بقسطاس من الله عز وجل كأنك في يوم القيامة ؛ قال عز وجل (( والوزن يومئذ الحق))
فإذا اعتدل معناك بغور دعواك ثبت لك الصدق ٠ وأدنى حد الصدق إلا يخالف اللسان القلب ولا القلب اللسان ٠ والحكمة تقول ((النجاة في الصدق))
(( منقبة في الصدق))
كان أحد الصالحين قد عاهد أمه على الصدق وسافر ومعه نفقة السفر وكانت أربعين دينارًا وإذا بمنتصف الطريق داهم القافلة قطاع طرق وسأله كبير اللصوص كم معك قال أربعين دينارًا وأخرجها وأعطاها له فقال كبير اللصوص مالذي حملك على هذا؟ قال العارف بالله عاهدت أمي على أن لا أكذب فقال كبير اللصوص ((لقد أخذني صدقك))أنت عاهدت أمك ووفيت بالصدق والعهد وأنا لم أعاهد ربي ولم أصدق معه فتاب كبير اللصوص ومن معه بصدق الرجل والوفاء بالعهد ٠
إعداد السيد جعفر طاهر العميدي
تعليقات
إرسال تعليق